حين يعوزنا الصبر تبدو تجاربنا أشدّ مما هي..
كلّما نما الإنسان معتاداً على احتمالها صَغُرت و عبر هو بها دونما عناء.
هكذا يمسي صلباً كالصخر.
تصبّر إذاً!
إذ تمرّ بك السنون,
ما يبدو لك تحقيقه صعباً يصير في متناول يدك وأنت لا تعرف كيف.
جاهد, إذاً, في صباك. لا تسأل "لماذا" ولا يخر قلبك.
ومتى شخت حصدت حِزَم اللاهوى,
وأخذت في الدهش كيف نما مثل هذا الحصاد الجميل ولم تزرع شيئاً!
ولسوف تعجب كيف صرت غنياً _أنت الذي لا ينفع شيئاً!
ستستغرب كيف تذمرّك و عدم طاعتك و خور قلبك أخرج مثل هذه الثمار الجميلة
و الزهور الفوّاحة!
لذلك اغصب نفسك..
لو سقط البار عشرة آلاف مرّة لا يستسلم بل ينهض من جديد.
يستجمع قواه والرب يسجّل له انتصارات.
لكنه لا يكشف له انتصاراته حتى لا يستكبر.
بالأحرى يعطيه أن يعي سقطاته وعياً كاملاً فيراها ويعاني منها و يتّضع.
ولكن ما إن يتجاوز ثكنات العدو
و يجمع انتصارات غير منظورة, في كل مكان,
حتى يشرع السيد في إطلاعه, شيئاً فشيئاً,
على أنه انتصر و حظي بالمكافأة,
وان يديه تمسّان شيئاً سبق له أن التمسه ولمّا ينله.
على هذا النحو نتمرّس و نُجرَّب و نتكمَّل في حدود طبيعتنا و ذهننا
و عقلنا و إناء نفسنا.
فتشجّع و تقوّ في الرب..
لا تدع عزمك يسترخي. بالأحرى, التمس, على الدوام, صارخاً, غير آبهٍ
لِما إذا كنت قد نلت أم لا.
الشيخ يوسف الآثوسي