تغريبة وشهادة مارجرجس المزاحم
القرن العاشر الميلادي
عاش حياته غريبا ... اولا كان ابن لسيدة مسيحية ورجل مسلم ... وكان لا يميل لولائم ابيه واقربائه
وكان يفضل لذهاب للكنيسة مع امه ... التي كانت في البدء زوحة لمسيحي تم قتله ثم تزوجها جامع
العطوي احد العربان قسرا ... كان مزاحم وهو اسم شهيدنا الاول يرتاح للذهاب مع امه للكنيسة ويطلب
قربانا .. وكان يريد ان يصير مسيحيا وحاول ان يتعمد كثيرا وكان يلاقي متاعب جمة ... لدرجة انه عمد
نفسه اولا ... فقد كان البعض خائفا من ان يعمده ..وهو كان لا يعرف اين يذهب ... وعندما علم ابوه
طرده مهددا اياه ... بعد فترة تزوج مزاحم من فتاة تدعي سولا كانت ابنة كاهن وكانت تشجعه علي ايمانه
...في خلال حياته تعرض لمتاعب جمة ... جعلته يتغرب في اكثر من بلدة .. في طلخا ... المحلة ...
طنطا ... بساط النصاري ... محاولا ان يعيش مسيحيا .. وكان الشيطان يهيج عليه البعض وكان يتم
القبض علي القديس وتعذيبه وتهديده او ترغيبه ... وفي فترات كان يتم التنكيل بزوجته لدرجة جرها
بحصان جامح ... لكن الله كان يقويهما ويشدد من ايمانهما ... وكان يطلق سراح القديس بواسطة من
احد المحبين او كبراء البلدة التي يعذب فيها ... ثم يترك المكان الي بلد اخري غير معروف فيها ولما
ازدادت الضيقات فكر ان يذهب للرهبنة في دير ابومقار .. خصوصا انه كان يحيا بتولا مع زوجته ...
لكن في رؤيا مقدسة عرف انه مدعو للشهادة وكان يتشدد من رجال الله القديسين والرؤي المقدسة
وزوجته الفاضلة ... واكمل سر المعمودية والميرون المقدس في عشية مارجرجس ولذلك اطلق عليه
الكاهن اسم جرجس ... واستمر في غربته في العالم مطاردا معذبا حتي امسكوه مرة اخرى وارسلوا للمعز
لدين الله الفاطمي ليبت في امره ... وكان خطاب الوالي ان يتم اطلاق سراحه ... ولكن كان الغضب
الشعبي قد وصل اخره ... والتحريض علي القديس ... وامهلوه اياما حتي يرجع عن ايمانه بالمسيح
وكانوا يعذبونه كل يوم وكان الله يعضده ويرسل ملائكته يقوونه ...
وفي يوم جمعة اخذوه ليخيروه بين الموت او العودة للاسلام ... واختار القديس ان يموت شهيدا ..
واجتمع حوله نحو الف خمسمائة شخص وكان يضربون القديس بالسياط والدبابيس والحراب ويربطونه
بحبال مخصصة للابل ... وضربوه في صدره برمح حتي اوشك علي الموت وبعدها تناول فتي صغير
حجرا وضرب القديس علي راسه حتي خرج مخه واسلم الروح ...وحاولوا بعدها حرق القديس ولكن لم
يقدروا ... لدرجة انهم قطعوا اعضائه كلها ووضعوا اسياخ في اجنابه حتي يحرقوه وبعدها القوا الجسد
في البحر ... وقد وجدوا الجسد بعدها باعجوبة
بركة صلاة القديس جرجس المزاحم تكن معنا امين