ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ اﻟﺰﻣﺎن، ﻓﻲ اﺣﺪى اﻟﺪول ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺴﻮ اﻟﺠﻠﻴﺪ كل ﺷﻲء ﺑﻄﺒﻘﺔ ﻧﺎﺻﻌﺔ اﻟﺒﻴﺎض،
كاﻧﺖ ارﻣﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮة ﺗﺮﺗﻌﺶ ﻣﻊ اﺑﻨﻬﺎ
اﻟﺼﻐﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺣﺎوﻟﺖ ان ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮد ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ.
ﻳﺒﺪو اﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺿﻼ اﻟﻄﺮﻳﻖ، وﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺻﻮدف ﻋﺒﻮر ﻋﺮﺑﺔ ﻳﺠﺮها زوج ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻞ،
وكان اﻟﺮﺟﻞ ﺳﺎﺋﻖ اﻟﻌﺮﺑﺔ
ﻣﻦ اﻟﻜﺮم ﺑﻤﻜﺎنٍ ﺣﺘﻰ أركب اﻻرﻣﻠﺔ واﺑﻨﻬﺎ.
ﻓﻲ اﺛﻨﺎء اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﺪأت اﻃﺮاف اﻟﺴﻴﺪة ﺗﺘﺠﻤﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺮودة
وكاﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪاً ﺣﺘﻰ كادت ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻮﻋﻲ . وﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻌﺪ
ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، اوﻗﻒ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺮﺑﺔ وأﻟﻘﻰ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪة ﺧﺎرج اﻟﻌﺮﺑﺔ واﻧﻄﻠﻖ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ .
ﻳﺒﺪو ﺗﺼﺮّﻓﻪ ﻟﻠﻮهلة اﻻوﻟﻰ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﻬﻰ اﻟﻘﺴﻮة٠ وﻟﻜـﻦ ﺗﻌﺎﻟـﻮا ﻧﻨﻈـﺮ ﻣﺎذا ﺣـﺪث.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺒﻬـﺖ اﻟﺴﻴﺪة ان اﺑﻨﻬﺎ وﺣﻴﺪها ﻓي
اﻟﻌﺮﺑﺔ وﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار، ﻗﺎﻣﺖ وﺑﺪأت ﺗﻤﺸﻲ،
ﺛﻢ راﺣﺖ ﺗﺠﺮي إﻟﻰ ان ﺑﺪأ ﻋﺮﻗﻬﺎ ﻳﺘﺼﺒﺐ
وﺻﺎرت ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪفء واﺳﺘﺮدت
ﺻﺤﺘﻬﺎﻣﺮة اﺧﺮى٠ هنا اوﻗﻒ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻌﺮﺑﺔ واركبها ﻣﻌﻪ و أوﺻﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ.
"ﻟﺴﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﺖ اﻵن ﻣﺎ أﻧﺎ اﺻﻨﻊ، وﻟﻜﻨﻚ ﺳﺘﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ" (ﻳﻮﺣﻨﺎ ١٣:٧).