شهر تموز لعبادة دم المسيح الثمين
على مرّ القرون، منذ مجيء يسوع الى هذه الأرض، أظهر الله الآب حبه العظيم لأبنائه .
في كل عصر ينظر الى حاجات العصر ويُعطي عبادة للمساعدة في تلك الحاجات. في وقتنا الحاضر ،
يأتي الله الآب مرة أخرى بدفعة أخيرة من الحب لأبنائه ويُعطينا واحدة من أعظم العبادات قوة على مرّ
الأوقات وهي "عبادة الدم الثمين" لإبنه يسوع .
إنه يرى بأننا نحتاج كثيرا الى رحمته ومحبته. إنه يرى الظلام الذي يُحيط بنا في هذه الأزمنة، فعصرنا
مُميَّز بالإلحاد والإرتداد والكبرياء . في كل عصر ترى السماء أية عبادة نحتاجها وتُعطيها لنا .
في عصر القديس دومينيك كانت الكنيسة بحاجة الى الإهتداء ، كانت بحاجة لأن تنتصر على الهراطقة
الذين كانوا يُدمرون الإيمان في كل العالم وخاصة في أوروبا ، لذا أعطانا الثالوث الأقدس من خلال
القديس دومينيك عبادة الوردية المُقدسة .
بعدها ، عندما كان المنطق مُنتصرا في قلوب الناس وكانوا يُؤمنون بأن المنطق والعقل هو كل ما هناك
، أعطانا الله عبادة القلب الأقدس ليُعلمنا الطريق الى الحب كما يُحب الله .
عندما جاء الزمان الذي شعرنا فيه بأن الله قد هجرنا ، أعطانا الله عبادة التعبد ليسوع في الأفخارستيا
المقدسة ليشير الى كل أبنائه بأن الله رغم كونه في السماء فإنه معهم في القربان الأقدس .
في بداية القرن العشرين عندما رأى الله بأن نهاية الأزمنة يقترب وبأن قلب الإنسان أصبح أكثر برودا ،
أعطانا أمه القديسة في فاطمة .
من خلالها أخبر الله العالم بأننا يجب أن نكرس أنفسنا جميعا للقلب الطاهر لمريم وبأننا من خلال هذا
التكريس سيكون لنا نور في أيام الظلمة ، وهي أيام الإرتداد التي نعيش فيها الآن .
في عام 1938 عندما رأت السماء بأن العالم قطع نفسه كثيرا عن الله وبأن رحمة الله فقط هي التي
ستجعل الله ينظر ثانية الى العالم، أعطتنا السماء عبادة الرحمة الإلهية .
الآن في وقتنا هذا ، مع الشر الذي يُحيط بنا لدرجة إننا نستطيع تقريبا أن نلمسه ، يأتي يسوع ليقول
بأن كل شخص من البابا الى الكهنة والى اصغر كاثوليكي مُعَمّد يجب أن يُحمى بدمه الثمين .
لقد خُصّص شهر تموز بأكمله "لعبادة دم المسيح الثمين" . والكنيسة تشجّع
ممارستها واقامة التساعيات وتلاوة مسبحة دم المسيح .
فلنكرّم يومياً في هذا الشهر دم يسوع المسيح الذي سُفك عنا وفيه خلاصنا .
فقد قال السيد المسيح في احدى رسائله :
"القلب الطاهر لأمي سيحمي ودمي الثمين سيُخلِّص