رأيت رجل كبير تجاوز السبعين من عمره يبكي
اقتربت له سائل ... ما بك يا ابي .... ما هذه الدموع ايوجد شىء يؤلمك
فنظر لي لا بني لا يوجد شىء يؤلمني .... فجراحي لا تؤلم ...ولكنها تبكي
فسرحت للحظة في جراحه التي تبكي ولا تؤلم !!!
فسألته اتريد ان اساعدك في شىء ..... نعم بني اجلس اريد ان احدثك
فجلست .... تحدث يا ابي
اذكرها ثانيا ... ماذا يا ابي تريد ان اذكر ماذا ثانيا
كلمة ابي ... اريد ان اسمعها يابني .... رددها كثيرا ارجوك
فقد حرمت منها كثيرا ....
فسألته اليس لك ابناء
ياريت يا بني كأن ليس لي ...كنت سأصبح افضل من هذا
ولكن لي ابن ... ولكنه بعيد كل البعد عني ... لا يذكرني ... انشغل بملاهي العالم وابنائه وحياته ونسى ان له اب كبير يحتاج الى رعاية ... كل يوم اجلس منتظر ان اراه اتيا لي سائلا عني ويمر الوقت ولا يأتي ... ولكني كل يوم انتظره ... لعله يأتي
اتذكر يابني عندما كان صغير ... كنت اخشى عليه دائما ومن ابسط الأشياء
فعندما يبكي .... قلبي يعتصر ألما .... وان ضحك ارى الدنيا كلها تضحك وارى همومي قد محيت
وعندما يمرض ... اجلس بجواره ..حتى يشفى تماما .
اتعلم يابني كنت مريضا في الفترة الاخيرة ولن اقوى على نزول الكنيسة او الذهاب الى الدكتور ... ذهب جاري ليبلغه بمرضي ففرحت وانتظرت ان يأتي ولكنه لم يأتي حتى اليوم
واليوم بعد شفائي .. ذهبت له لاراه ... اتعلم ماذا فعل !!
تركني انتظر ... واخبرتني مديرة اعماله بانه ينشغل في اجتماع
وجلست انتظر ... وانتظر ..... حتى خرج ...اتعلم حينما رآني ماذا قال
ما جاء بك الى هنا !!!!!!!!!!!
وقبل ان اجيب تركني وتحدث الى موظفيه ... فخرجت وجئت الى هنا الى بيت ابي وابيك يسوع ... ابكي ولكن ليس من المرض او الألم الجسدي ...ولكن ابكي من جراح قلبي
جراح لا تؤلم ... ولكنها تبكي
فنظرت له ....
لا تبكي يا ابي فانا ابنك وكل من حولك هنا ابنائك ..ان احتجت شىء اخبرنا ستجدنا بجوارك
وتركته بعد ان نظر لي باسما ... وبعد ان تركته ... سمعته يناديني قائلا
بني بني
فاجبته .... نعم يا ابي
فقال حسنا .... هذا ما اريده ... كلمة ابي
اشكرك
فتركته ... ولم اريد ان اتركه
وسرحت ........
ما هذا ايوجد ابناء بهذا الجحود والنكران ... لماذا يوجد هؤلاء
وسرحت في ابي وامي قائلا
كيف يكون حالهم بعد سنوات .... وكيف اكون انا معهم
دعوة الى كل ابن وابنة
الاب والام اغلى ما في الحياة لا تتركوهم
وتذكروا قول يسوع .... اكرم اباك وامك لكى تطول ايامك على الارض
لو رايتم هذا الرجل ودموعه ... لبكيتم متألمين من حاله
وتذكروا ان ما تفعلوا بهم ... سيفعل بكم لاحقا
وما تزرعوا ..... سيأتي يوم الحصاد
فكيف يكون حصادكم