ما هما العجيبتان اللتان أدتا الى تطويب القديس شربل؟
***********
هما أعجوبتان أدّتا الى تطويب قديس عنايا الراهب شربل مخلوف، الأعجوبة الاولى حصلت مع الأخت ماري أبل قمري والثانية مع اسكندر عبيد.
1- الأخت ماري أبل قمري من حمانا من راهبات القلبين الأقدسين. دخلت الدير سنة 1929 وظلّت في صحّة جيّدة حتّى سنة 1936. أصيبت بألم في معدتها وكانت تتقيّأ كلّ ما تتناوله. عالجها عدد من الأطباء الأخصائيين فلم تستفد شيئًا وحكموا بوجود قرحة في المعدة. وتبيّن في صور الأشعة أنّ الكبد والمرارة والكلية كلّها ملتصقة بعضها ببعض كقطعة واحدة ولا تؤدّي وظائفها. وبعد إجراء عملية أولى وثانية استمرّت أربع ساعات، كانت النتيجة سيئة. وراحت الأوجاع تتزايد على مدى أربع عشرة سنة. ضعف جسمها إلى درجة كبيرة إذ كانت تقذف من فمها كلّ ما تتناوله من غذاء، فضلاً عن الآلام الحادّة في عظامها.
وتتالت العوارض على أنواعها: شلل في اليد اليمنى، التوكّؤ على العصا للسير، إهتراء الأسنان ... وهكذا قاربت النهاية.
بلغتها أعاجيب الأب شربل فراحت تتوسّل إليه وتطلب شفاعته، إلى أن ظهر لها في الحلم فرفع يده وباركها.
توجّهت من بكفيّا إلى عنّايا برفقة الراهبات، ووصلت الدير في حالة سيئة، وأُنزلت إلى قبر الأب شربل، وما إن لمست بلاطة الضريح، حتّى شعرت بتيّار كهربائي في ظهرها.
وبينما كانت تصلّي أمام الضريح، ظهر لها اسم الأب شربل محفوراً على البلاطة، مكلّلاً بنقاط من العرق تتلألأ، فمسحتها بمنديلها ثمّ مسحت بها موضع الألم. وهكذا نهضت تمشي، فارتفعت الزغردات حولها ابتهاجًا بالشفاء.
******
2- اسكندر عبيد حدّاد من بعبدات. فقد البصر في إحدى عينيه جرّاء لطمة سنة 1937. عاينه الدكتور "نغرييه" فلم تتحسّن عينه، بل أشار عليه باللّجوء إلى قلعها حتّى لا تصاب العين الصحيحة.
عرضه الدكتور سلهب على أكبر الأخصائيّين في بيروت فأشاروا عليه بقلع العين المريضة. بقي على هذه الحال حتّى ظهور أعاجيب الأب شربل سنة 1950. كان اسكندر ينتظر إشارة ما ليقصد ضريح الأب شربل، ولم ينقطع عن الصلاة والمناولة إلى أن ظهر له راهب إبان نومه في إحدى اللّيالي وأشار عليه بالذهاب إلى الدّير.
قضى نهاره يصلّي في دير مار مارون ونام قرب الضريح. أخذ يشعر حينها بوجع في عينيه ورأى في ذلك علامة للشفاء. قفل عائداً إلى بعبدات والألم في عينه يتزايد، بل أصبح لا يُطاق. أخيرًا، خلد إلى النوم قليلاً فرأى نفسه في الحلم عند باب دير مار موسى يفرغ سيارة شحن وإذا بالسائق ينخزه في عينه بقضيب من حديد فيفيق مذعوراً. ويرى ذاته بالحلم مرّة ثانية أمام راهب يضع له مسحوقاً في عينه ويقول له: "ستتوجّع كثيراً لكنّك ستشفى". ويختفي الراهب. وينظر اسكندر فيقرأ مكتوبًا على الأرض: عبد الله شربل، فيشهق ويفيق من نومه ويغطي العين الصحيحة بالمنديل فيرى صورة القدّيس المعروضة أمامه بكلّ وضوح.
علا صراخه وصراخ زوجته لشدّة الفرح فتسارع الجيران وانطلقوا بالهتافات والتراتيل.
يا شربل صلي لأجلنا ...
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †