أيَها الآب و الابن و الر وح ، الثالوث القدوَس الصلاح الذي لا يَنضب ، المُراق على الجميع ،
الجَمال المعشوق الذي لا دنس فيه ،
خلّصني ، و أشفق عليَ ، واغفر لي .
أخطأتُي ، فاعتدتُ ، فقرَرتُ و انحرفتُ .
أخطأتُ ، فراعيت و ضللتُ .
أظلمت و أنا جنين ، و دنوت من سنَ البلوغ خازياً ،
و قضيت الفتوَة ملطَخاً ، و قطعت الشباب و أنا مُدعاةٌ للاشمئزاز ،
ثمَ الرجولة و أنا ملتوٍ ملوَث ، الرجولة و انا رجسٌ و مدنًس ، ثمَ الشيب
وأنا فاسدٌ نتنٌ بل منذ القُمط ازدريتُ و لا عقل لي بنعمة روحك الإلهية ،
فاتسختُ مُتمرَغا في الخطيئة ، و أظلمت داجيا في الفجور .
فاحتقرتُ كلَ عطيًة صالحة ، وتمَمت كلَ شناعةٍ كافرة .
تدنًستُ في حمأة الرذائل ، و تغاضيتُ عنِ الفضائل .رذلتُ مواهبك ، و غرَبتُ خيراتك .
اكتبستُ لباس العفن الخشن المُسود ، لباس الأهواء المشؤوم المُخزي
و نفرت من العين العفيفة و نفذت الى العين الفاسقة .
فهويت الاعمال المخجلة متمرَغاً بها و اهملت خوفك و رفضت نعمتك
و اذا بي أعانق كل خمَ
أخطأتُ الى السماء و لا استأهل النظر اليها
فاقبلني مُسامحا إيّاي أكثر ممَا أستحق .
لأنَ ها ظلام الليل قدَ خيَم و أنا في الأهواء
فأنرني الان بلمعان التوبة
و بعُذوبيَةمباه التوبة ، خلَصني من جراح الاهواء
أخرجني من القرف و أبعدني عن الفساد
اخطفني بسترك الالهيَ ،والتهمني بنعمة روحك ،
أسير مهتمًا بالخلاص أحتمي بكلام الرب ، أستميل خوفك
يا لشقائي ، كيف طرحتُ نعمة الروح !
يا لشقائي ،كيف اختفيت عن الساحات المقدَسة !
بكَتني انا الدنس لاهاجر اعمال الشرور المشؤومة و الاوهام المتهوَرة
واجعلني أحفظ الكلام الإلهيً فتتقوَى بقوُتك قوَتي التي لا قوَة لها
لأستنير بنورك و طهَرني من جراحات ابليس
و أنعم عليَ بنعمة روحك الإلهيّ و أفعم عقلي بصفائك لأسير في طرقك
فيا أيَها النور المثلَث الضياء خلَصني لإيماني و طهَرني من اهوائي
انت الذي تباركه القوَات السماويَة الى كلَ الدهورالتي لا حدَ لها
لأنه بك يليق المجد و الكرامة و القدرة التي لا تنتهي
امين
بتصرَف القديس سمعان المترجم