سيرة و حياة مار الياس الحي
ايليا النبي
المراجع
- الكتـــــــاب المقدس.
- ملوك أول
للقمص تادرس يعقوب ملطى
- شخصيات الكتاب المقدس ( العهد القديم )
للقمص شاروبيم يعقوب
- حياة إيليا للكاتب ف . ب . ماير
ترجمة القمص مرقس داود
- أضواء على حياة إيليا النبى
للأنبا ياكوبوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح
- تفسير انجيل متى
للقمص تادرس يعقوب ملطى .
[ltr] [/ltr]
مقدمــــــة
ظهر إيليا النبى فى فترة ساد فيها الظلام على المملكـــــة العبرية المنقسمة شمالا وجنوبا ، أعقبت العصر الذهبى للدولــــة العبرية أبان فترة حكم داود النبى وسليمان الحكيم ..
وقبل أن نتعرض لحياة إيليا نلقى نظرة على الظروف الدينية والسياسية للفترة التى أختاره اللـــه فيها ، ليكون شاهدا له .
وتسلسل تاريخ هذه الفترة يوضحه لنا سفر ملوك أول ....الذى حفل بالأشخاص الرئيسيون وهم :
1- داود : اهتمامة بالوصية الإلهيــــــة
2- سليمان : حكيم وعالم ولكنه أنحرف .
3- رحبعام : لا يقبل المشورة .
4- يربعام : يسىء استخدام الحق .
5- إيليا : يقيم اللــــه شهود أمناء له .
6- أخاب : ملك تسيطر عليه زوجته ( يملك ولا يحكم ) .
7- إيزابل : تكرس طاقتها للشر .
المــــــــدن الرئيســـيــــــــــــــة :
1- شكيم: اجتمع فيها الأسباط العشرة ، توجوا رحبعام ملكا ، وصارت عاصمة إسرائيل .
2- دان: أحد مركزين للعبادة حيث وضع عجل فى كل منهما ، ليكون المركزان بديلا لأورشليم ، أحدهما فى الشمال والثانى فى الجنوب ( جنوب المملكة الشمالية ) .
3- بيت إيل: بالقرب من أورشليم ، وضع فيه يربعام العجل الثانى .
4- ترصة: أصبح بعشا ملكا على اسرائيل بعد أن اغتال ناداب ، ونقل العاصمة من شكيم إلى ترصة .
5- السامرة: عندما أصبح عمرى ملكا اشترى تلا بنى عليه عاصمة جديدة، وكان أبنه أخاب أشر ملوك إسرائيل ، وكانت زوجته إيزابل تعبد البعل ...وفى فترة حكم أخاب ظهــــر إيليا النبى ( موضـــوع البحث ) .
6- جبل الكرمل: تحدى إيليا النبى أنبياء البعل وعشتاروت على جبل الكرمل ، وهناك أخذهم وقتلهم ...
7- يزرعيل: بعد قتل أنبياء البعل رجع إيليا النبى إلى يزرعيل ، فأقسمت إيزابل أن تقتله ، فهرب لحياته . ولكن الله اعتنى به وشجعه. وفى أثناء رحلاته مسح الملكين القادمين لآرام ( سوريا ) ولإسرائيل ، كما مسح اليشع نبيا ليخلفه .
8- راموت جلعاد: أعلن ملك آرام) سوريا ) لحرب على المملكة الشمالية، لكنه هزم فى موقعتين . احتل الآراميون راموت جلعاد ، فاتحد أخاب ويهوشافاط لأستعادة المدينة . غير أن أخاب قتل فى المعركة ، ثم مات يهوشافاط .
+++
المملكــــــة المنقسمـــــة :
بموت سليمان أختار ابنه رحبعام المشورة الغبية حيث نادى بزيادة الضرائب بطريقة مملوءة عنفا وكبرياء ، فقاد يربعام حركة تمرد وانشق عن رحبعام عشرة أسباط وأقاموا منه ملكا ، انقسمت المملكة ، كان هذا بداية فترة من الفوضى والصراع بين مملكتين ومجموعتين من الملوك .
جذور هذا التمرد كان منذ الأجيال السابقة .. ظهر منذ أيام سليمان عندما فرض ضرائب عالية على الأسباط ما عدا يهوذا لبناء الهيكل وقصره والمنشآت الضخمة فى أرض يهوذا ، مما أحدث ثورة نفسية داخلية فى الأسباط الأخرى ، لم تجد فرصتها سوى فى يربعام للتمرد على السبط الملكى ( يهوذا ) ولم ينضم إلى السبط الملكى سوى سبط بنيامين المجاور له .
+ + +
مملكة الشمال
كانت مملكة الشمال أوسع من مملكة الجنوب وأكثر غنى وسكانا من مملكة الجنوب ، حكم مملكة إسرائيل تسعة عشر ملكا ، أشهرهم عمرى ( 886 – 875 ) وأخاب ابنه ( 875 – 853 ) ويربعام الثانى ( 787 – 747 ) ق . م . ولكنها احتاجت إلى عاصمة ، اشترى عمرى هضبة وبنى عليها مدينة محصنة وسماها السامرة . وقعت فى قلب المملكة على ملتقى الطرق ، فأشرفت على ما يحيط بها . ونمت نموا سريعا ، فظلت مركزا هاما بعد زوال مملكة إسرائيل سنة 721 ق . م . ( السبى الأشورى ) .
البنية الدينية
تستند البنية السياسية إلى البنية الدينية . كانت المملكتان تعبدان ذات الإله الواحد ، ديانة واحدة ، لكن مملكة الشمال شعرت بالحاجة إلى عاصمة وإلى هيكل عام ومذبح عام للشعب .
أراد يربعام الأول أن يزاحم هيكل أورشليم الذى بناه سليمان ، فأختار معبدين مشهورين : دان فى الشمال وبيت إيل فى الجنوب ، وجعل فيهما " عجلين ذهبيين " – لقد صنعوا العجلين الذهبيين ، ولكن للتعبير عن عبادة الله الخفى .
لقد خاطر يربعام حين أدخل الصور والتماثيل الكنعانية إلى شعائر عبادة الرب ، فخلط الناس بين الرب والآلهــة ، وجعلوا إله إسرائيل على مستوى الآلهة الوثنية .... بعد خمسين سنة تطور الوضع بصورة أخطر حين تزوج الملك أخاب إيزابيل ، أبنة ملك صور الوثنى ، فشجعت ديانة البعل الشبيهة بالديانات الكنعانية .
كانت خطية إسرائيل تميل بالأكثر إلى العبادة الوثنية ، أى الزنا الروحى ... بينما كانت خطية يهوذا هى بالأكثر العصيان للوصية وتجاهل كلمة الرب .
دخلت عبادة البعل بواسطة إيزابل زوجة أخاب الملك واستطاع إيليا وإليشع وياهو أن يقتلعوها . كل الملوك الـ 19 للشمال عبدوا العجل ، بعضهم عبد البعل لكن لم يحاول أحد أن يرد الشعب إلى عبادة اللــــــه .
بالغم من أن أغلب ملوك الجنوب كانوا يعبدون الأوثان وسلكوا فى طرق ملوك إسرائيل الشريرة لكن بعضهم خدم الله ووجد بينهم مصلحون عظماء ، انحرفت مملكة يهوذا شيئا فشيئا نحو ممارسة عبادة البعل المرعبة ، وبعض الديانات الكنعانية حتى صار الجرح خطيرا والمرض عديم الشفاء .
من وحى سفر الملوك الأول ( للقمص تادرس يعقوب )
+ هب لى مع سليمان أن اقيم لك بيتا مقدسا
روحك القدوس هو الذى يدشنه ... ... يسكنه الآب السماوى ، وحوله السمائيون
+ هب لى مع سليمان نجاحا فى كل عمل ... فأنت سر حياتى ونجاحى وغناى وفرحى
+ لتطرد من داخلى غباوة رحبعام وشر يربعام ... فلا يحل فى داخلى انقسام ، ولا أقيم فى داخلى عبادة العجلين
+ لا تسمح لى أن أتحد مع أخاب بإيزابل الشريرة .. فتتسلل عبادة البعل والعشتاروت إلى
+ هب لى قلب إيليا النارى .. اتمتع بك وبنار روحك القدوس ..
فأصير بالحق ملكا ، موضع سرورك ، يا ملك الملوك .
+ + +