دخل طفل بعمر الخمس سنوات إلى الصيدليّة و قال للصيدلي :
هيدي كل المصاري اللي معي!
فيّي إشتري فيها معجزة؟؟
إندهش الصيدلي لمّا سمِعَ ذلك و سأل الطفل:
لشو بدّك المعجزة ومين وصفها يا حِلو؟.
فأجابه الطفل:
الحكيم قال إنو إمّي ما بتصحّ إلا بمعجزة،
وأنا بحبّها لأمّي كتير وهودي المصريّات كنت مجمعهم لأشتري فيهم بسكلات، بس بحبّ إمّي أكتر وبدّي ياها تصح، عمول معروف ساعدني! بكفّوا المصاري؟
فقال له الصيدلي:
يا ريت الدوا عندي كنت عطيتك إياه بدون مصاري لأنّك بتحب إمك كتير. دوا إمّك موجود بس عند يسوع، روح عالكنيسة وقلّوا ليسوع، يسوع بيحب الاولاد وبيسمعلون.
ركض الطفل مسرعا إلى الكنيسة ودخل، ووقف أمام شخص يسوع المصلوب عند الهيكل وقال:
بعرِف إنّك مصلوب وعم تتوجّع ومش فاضيلي, بس الصيدلي قلّي دوا إمّي "المعجزة" عندك، أنا بحبّها لأمّي وهودي كل مصرياتي اللي مجمعهم لأشتري فيهم بسكلات، بعطيك إياهم وبوعدك إجي ساعدك لتنزل، عمول معروف عجّل!
لم يلق الطفل أي جواب من شخص يسوع، عندها صرخ بصوت عالٍ:
إذا ما بدّك تساعدني رح إتشكّاك لأمّك العدرا!
إذا إنتِ بتحب إمّك متل ما أنا بحب إمّي، ساعدني وعطيني الدوا وما بعوّق برجع أنا بساعدك!
سمع الكاهن الحديث وصراخ الطفل ليسوع في الكنيسة وقال للطفل:
يسوع بيسمع كل شي حتى لو حكيت بصوت واطي، بس ما برِدّ، هوّي بساعد وبعتني لروح معك لعند إمّك عالبيت! يللا خدني عبيتكم.
ومشى الطفل والكاهن إلى المنزل وبدأ يخبره كم يحب أمّه وإنّها هي كل شيئ بحياته ومرضها ووجعها المؤلم وهي بالسرير دوما وما قاله الدكتور أنّ شفائها يلزمه معجزة والصيدلي قال إنّوا يسوع وحده عندو الدوا.
ما إن وصلوا إلى المنزل، دخل الطفل والكاهن إلى غرفة أمِّه ووجد السرير فارغا، فصرخ الطفل بهلع:
مـامـــــا! ! !
عندها ركضت أمّه من المطبخ واحتضنته وقالت له: حبيبي، بسلِّم عليك الحكيم اللي شفاني وبيقلّك هوّي كمان بحب إمّو كتير، من وين بتعرفو؟
عندها تدخل الكاهن وقاطعهم وقال للطفل:
شِفِتْ، عمِل متل ما بَدّك وسبقنا وإجا هوّي كمان.