يوم الجمعه من الأسبوع السادس من الصوم الكبير الانجيل يو ٣ : ١ - ١٣

يوم الجمعه من الأسبوع السادس من الصوم الكبير

الانجيل يو ٣ : ١ - ١٣

في ثلاث كلمات عن التدرج في الشجاعه كمنهج شبابي حين يبدأ به شيخ مثل نقوديموس ( كيف يمكن للإنسان ان يولد ( يكون شجاعا ) وهو شيخ ) أتي ليلا وأخيرا ظهر شجاعا عند الصليب ورجع شابا تائبا يتجدد مثل النسر شبابه :

١- شجاعه الليل :

لقد أصر القديس يوحنا الحبيب انه يلصق بأسم نقوديموس كلما تحدث عنه ( الذي أتي ليلا ) وكأنها صفه او لقب ... انه الإيمان المتردد ... انه الإيمان الحذر .. او قل انه إيمان الظلام ( ليلا ) ... لقد بدأ نقوديموس يلف ويدور عسي ان ينال معرفه عقلانية قد تفيده وليس إيمانا يعيش به ... انه نموذج للذي يحاول ان يتعرف علي الله بعقله ... نموذج للذي يكون مع الله وقتا ولكن بعيدا عن الوقت الأصلي او الجوهري او قل من يقدم لله الفتات الساقط من وقته وليس بواكير وقته ... انه نموذج للذي يخاف ان يسير في طريق الله فيفقد مركزه او امتيازته او أرباحه ... انه نموذج للإيمان المتردد في لحظات يذهب الي الله ويعلن إيمانه ( مثل بطرس انت هو المسيح ابن الله الحي وبعدها يقول لأ اعرف الرجل ) .... يااخي الحبيب ان الله الحنون يتحمل ترددنا في معرفته وترددنا في إيماننا وتارجحنا بين الإيمان والإنكار ويتحمل كل هذا ويمسك بأيدينا وينقلنا من إيمان الليل المتردد الي شجاعه الإيمان الكامل في الوقوف عند الصليب حين هرب التلاميذ ووقف هذا التلاميذ الجديد ( نقوديموس ) يكفن جسد الحبيب .

٣- شجاعه الروح :

( الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يري ملكوت الله .... المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح ... الريح تهب حيث تشاء ) ... نحن أمام عمل فائق ليس تعديل او تصحيح مسار كما تخيل نقوديموس ولكن امام عمليه إلغاء للماضي بكل ما يحمل من خبرات وكل ما يحمل مما صنعته السنين في نفس الانسان وجسده ... نحن امام خلقه جديده وميلاد جديد ( يولد وهو شيخ ) تقدر ان تدخل ملكوت الله ... لانها ولاده بالروح والروح يعطي النفس صفات روحيه أهمها الالتصاق بالله خالقها والنزوع اليه بكل الفكر والقدره والحواس لان طبيعه الانسان المخلوق علي صوره الله ومثاله انه يسمع في أعماقه نداء الله مهما بعد عن الله وطال بعاده ... . يااخي الحبيب أهمس في إذنك بحقيقه ربما تسمعها لأول مره يقولون ان الانسان حر يختار مصيره بنفسه وهذه ليست الحقيقيه العلميه ولكن الحقيقيه ان مصير الانسان هو الذي يقنع الانسان ان يتخلي عن حريته المزعومة ومصير الانسان تحدده ماهيته يحدده كيانه واصله الذي انحدر منه ( السماء ) والذي فقده في الطريق فصار بدونه كلا شئ ( تائهه في غربه ) ... ان نداء الله في القلب المخلوق تلقائيا داخل الانسان مع خلقته هو الذي يحدد مصيره واشتيقاته ورغباته ويدخله في حريه مجد اولاد الله لانها طبيعه خلقته ( ان حرركم الابن فبالحقيقه تكونون أحراراً ) .

٣- شجاعه المعرفه :

( أجاب يسوع وقال له انت معلم اسرائيل ولست تعلم هذا ) .... المسئول عن المعرفه هو الروح القدس الذي يهب حيث يشاء والمسئول عن خلق قلب جديد ( واعطيهم قلبا واحدا واجعل في داخلكم روحا جديدا وانزع قلب الحجر من لحمكم واعطيهم قلب لحم حز ١١ : ١٩ ) ... انها التوبه او النور او الروح القدس ( الريح ) حينما يدخل القلب فيزلزله ويجده ويغييره ... هكذا كل من يولد من الروح تظهر علامات الروح فيه بالمعرفه الحق للإله الحق وهذا ما حدث مع نقوديموس حينما تقابل مترددًا مع المسيح وبدأ الروح يتسلل الي قلبه ويهز كيانه وبدأت يتغير كلامه مدافعا عن المسيح في المجمع ومنتقلا من الخوف والتردد الي الشجاعه التي تعرفت علي شخص الحبيب ... ان معرفه المسيح هي عمل الروح الذي ان هب علي قلبك كشف لك أعماق الله فتصير شجاعا بمعرفته وافتقاده لك .

انظر الي الصورة الأولي التي تعبر عن صوره نقوديموس الذي أتي ليلا خائفا ومترددا وحذرا ، ثم انظر الي الصورة الثانيه لعمل الروح وكيف ظهرت شجاعه الرجل عند الصليب وكيف اشتري أغلي الحنوط ليطيب جسد الحبيب