الاشياء العتيقة قد مضت . هوذا الكل قد صار جديدا
كان يمشي بهدوء ويحمل على كتفيهِ خمسين أو ستين عاماً، ويسند عصا على كتفهِ تعلقت في طرفها الخلفي قِدْر من الفخار مليئة بالحساء. وعند منعطف في الطريق اصطدمت القِدْر بحائط منزل فتكسَّرت وانسكب الحساء على الأرض، وسار الرجل بهدوء. لم يلتفت ألى الوراء. كأن شيئاً لم يحدث. ولاحظ هذا شخصاً آخر كان على الطريق، فأسرع نحو ذلك الشيخ وقال له: أما تلتفت ألى الوراء؟ فردَّ الشيخ في هدوء: لماذا ألتفت إلى الوراء؟ القدر انكسرت، والحساء انسكب، وليس في طاقتي أن أسترجع شيئاً.
هنا درساً هاماً لنا. فالماضي انتهى، ومهما كانت الأماني التي لنا فلا سبيل إلى استرجاع الماضي. قال واحد:"إنني أوَّد أن أعطي ألف غد في مقابل أمس واحد". هذا ما تمنَّاه شخص له حماقات بالأمس. لكن هيهات أن يعود يوم مضى، والأمس فرصته انتهت وانقضت.
عزيزي ... هل لك أمس توّد أن يُشطَب من حساب عمرك؟ إن قيمة وكفاية دم المسيح ذات مفعول أبدي يحسم مشكلة ماضيك وحاضرك، فلا تؤخر مجيئك إليه. تعال، ستجد فيه مُخلَّصاً من كل خطية وقلق وخوف