"كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8: 28)
=================================
ما هو الخير؟
=======
هل هو الصحة أو المال؟
===========
لا بل هو خلاص النفوس،
===============
" فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه "
بل ما نفهمه من هذه الآية أن كل الأمور التي تصادفنا في حياتنا حتى لو كانت خسارة صحة أو أموال..
هي أيضًا لخلاص نفوسنا. فما يريده الله لي هو خلاص نفسي
، ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ الله وحده يعلم. وهو يدبر كل الأمور لأجل هذا الهدف.
فهناك من الظروف ما هو مفرح وهذا يشجعني
، ومنها ما هو مؤلم وهذا ينقيني
، ويؤدبني. وربما يسمح الله بوجود رئيس في العمل
، يكون متعبًاً لي
، أو جار في السكن أو .. كل هؤلاء ما هم إلاّ أدوات تهذبني لأصل للسماء.
لو فهمنا هذه الحقيقة البسيطة لن نعود نشتكى أو نتذمر فنحن لسنا في يد إنسان بل في يد الله
، والأمور التي تحدث في حياتنا هي بسماح منه
، ومن يفهم هذا لن يفكر في المستقبل
، فهو أيضًا في يد الله، وأحداث المستقبل هي لخلاص نفسي.
قد يسمح الله بمرض خطير ولكن هدف الله أن أصل للسماء
، فما الفائدة من أن أعيش عشرة سنوات زيادة في عمري وتضيع مني السماء.
فلنثق أننا في يد الله الحنون الذي لن يسمح إلاّ بما يوصلني للسماء
، بل الله لو سمح بتجربة مؤلمة يكون معها العزاء (شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني).
ولذلك فالنصرة في المسيحية ليست أن أعيش بلا تجربة
، بل أن أمر في التجربة وأنا مملوء تعزية. وما يفتح طريق هذه التعزيات
هو الإيمان والثقة بأن الله خير وأن ما يسمح به هو طريقي للسماء.
بل هو بجانبي
، بل هو الطريق، فهو اجتاز قبلي طريق الألم والموت
، وهو قادر أن يحملني فيه ماراً بالتجربة وبالموت إلى السماء.
ووجود المسيح بجانبي هو مصدر التعزية
، لذلك فمن هم من خارج إذ يرونني في ألمي يستغربون كيف أحتمل هذا الألم،
إذ هم لا يشعرون بما أشعر به من تعزية
، لذلك فحمل المسيح هين وخفيف.
ومن لا يؤمن بأن ما يحدث له هو من محبة الله
، وأن الله صانع خيرات سيشعر بمرارة وسط آلامه
، ويظل يصرخ لماذا سمحت بهذا يا رب؟!! مع أنني ابنك وأحيا معك في كنيستك؟! وهذه هي الهزيمة.
والسبب أن من يردد هذا لم يفهم هذه الآية الهامة جداً .