كانت الساعة تقارب الخامسة صباحا
حين قام الأسقف يعقوب في هدوء ليرتدي
ملابسه و يتجهز لصلاة القداس الالهي ...
وكان معتادا أن يرتدي جبة ( جلابية )من الخيش كنوع من التقشف ...
و بينما هو يرتديها لاحظ أنها قد قدمت و تهرأت تماما ..
و بعد أن انتهي من صلاة القداس الالهي نادي تلميذه و سأله أن يشتري له عدة أجولة ( شوال )
من الخيش و يحضرها له .
.فأحضها له ثم جلس الأسقف يفكر فيما يفعل ..فهو لم يتعلم الحياكة
ولا يعرف كيف يفصل ثوبا من هذه الأجولة و احتار الأسقف في هذا الأمر كثيرا .....
فهو لايريد أن يعطيها لتلميذه لئلا يعلم بالأمر فتنكشف فضيلته و يخسر ثمنها ...
فلم يدر ماذا يفعل ..
وكان لهذ الأسقف علاقة قوية بالسيدة العذراء مريم ..
.فطلبها بقلبه أن تعينه ..
و بينما هو يقول هذا اذ بالسيدة العذراء ظهرت له في هيئة بهية
و أخذت منه الأجولة وبدأت في حياكتها أمامه كمثل الخياطين
ثم انتهت فباركته و صعدت في مشهد سماوي منير
أما الأسقف فظن أنه في حلم ....لكن اذ تطلع رأي الجبة أمامه
من الخيش .ففرح جدا و قام بعمل تمجيد للسيدة العذراء
و لبس الجبة و هو فرحان ومتهلل جدا
و بعد عدة شهور ..جاء الي الأسقف رجل خاطئ ..كانت له سمعة سيئة
جداً في المدينة لكن الله حرك قلبه بالتوبة ..فأتي الي الأسقف معترفاً بخطيته ..
لكن الأسقف اذ رأي خطاياه كثيرة و عظيمة خشي أن يقبله في الكنيسة
و اعطاه قانون توبة شديد جدا قبل أن يقبله في الكنيسة
فمضي الرجل حزينا جدا ... وبنما هو نائم ..ظهرت له السيدة العذراء
في حلم و قالت له
العذراء : لماذا أنت حزين ؟؟
اللص : لقد ذهبت للأسقف و قال لي ان خطاياي عظيمة جدا
و يلزمني قانون توبة شديد لا أقدر عليه
العذراء : لا تحزن .فقط اذهب اليه غداً و قل له اني أرسلتك اليه
اللص : لن يصدقني و لن يقبلني
العذراء : بل سيقبلك فقط اذهب
اللص : سيقول لي و ما الدليل
و هنا ابتسمت السيدة العذراء و قالت :
قل له ان الخياطة بتاعتك بتقول لك " ترفق بالخطاة "
و اختفت السيدة العذراء
أما اللص فقام فرحا جدا و ذهب من الفجر باكرا جدا الي الأسقف و قال له :
يا سيدنا الست العذراء ظهرت لي وق الت لي أقول لقداستك
الخياطة بتاعتك بتقول لك "ترفق بالخطاة "
فما أن سمع الأسقف هذه الكلمة حتي انذهل و احتضن الخاطئ
في حضنه بشدة ....و قبله .. وعاش عمره كله ........يترفق بالخطاة
قصة مفرحة جدا فيها نتعرف علي عمق العلاقة
التي يمكن أن تكون بيننا و بين القديسين خاصة السيدة العذراء
التي هي بالحقيقة أمنا كلنا ..و فيها أيضا أن نترفق
باخوتنا الخطاة و نضمهم و نحتضنهم