أيَّتها السيِّدةُ الفائقةُ القداسةِ الكلِّيَّةُ الصلاح،
استمعي تضرُّعي المتواضعَ ولا تسمحي أن يخيبَ رجائي،
يا من أنتِ، بعدَ الله، رجاءُ البشِر في كلِّ أقطاِر الأرض.
أطفئي نارَ أهوائي الجسديَّة، هدِّئي العواصفَ العاتيَة التي تعصفُ في نفسي،
حلِّي مرارَة غضبي، وانزعي من ذهني الكبرياءَ وتباهي المجدِ الفارغ،
وامحي من قلبي التخيُّلاتِ الليليَّةَ التي تضعُها الأرواحُ الشرِّيرةُ،
والهجماتِ الحاصلَة في النهاِر من جرَّاء الأفكاِر الدنسة،
لقِّني لساني أْن يلهجَ بكلِّ أمرٍ يساعدُ في نموِّ حياتي الروحيَّة،
وعلِّمي عينيَّ أن تنظرا باستقامةٍ طريقَ الفضيلةِ القويمةِ،
واجعلي قدميَّ تركضانِ من دونِ عوائقَ على طريِق الوصايا الإلهيَّةِ المغبوطةِ
وقدِّسي يديَّ لأستحقَّ أْن أرفعَهما كي أتضرَّعَ إلى المسيح،
وطهِّري فمي، حتَّى يملكَ الشجاعَة فيُصلِّي إلى الآب،
اللهِ الرهيِب والكلِّيِّ القداسة.
افتحي أذنيَّ لأسمعَ، بكلِّ أحاسيسي وذهني،
أقواَل الكتِب المقدَّسة الأحلى من العسِل بشهدِه،
وأْن أعيشَ بحسِب تعاليمِها متقوِّيًا من نعمتِك.
أعطيني، ياسيِّدتي الفائقَة القداسةِ زمانًا للتوبة،
وفكرَ رجوعٍ إلى بيتِ أبي.
احرسيني وحرِّريني من الموتِ المفاجئ،
وخلِّصيني من حكِم ضميري.
وأخيرًا، أرجوكِ أن تكوني معينَتي حينَ انفصاِل النفِس من جسدي الشقيّ،
مخفِّفًة ذاكَ الغضبَ الشديدَ الذي لايُحتمل،
وملطِّفًة الأَلم الذي لا يُعبَّرُ عنه، ومعزِّيًة قنوطي الذي لا يوصف،
ومخلِّصًة إيَّايَ من رؤيةِ منظِر الشياطِين المظلمينَ المخيفة،
ومنقذًة إيَّايَ من الفخِّ الذي نصبَهُ لي جنودُ الهواءِ وسلاطينُ الظلام،
ومزِّقي مخطوطاتِ خطايايَ الكثيرة،
وصالحيني مع الله، واجعليني مستحقًّا،
عندما تأتي ساعةُ الحساِب الرهيب،
أْن أقفَ عن ميامِنه وأرَث الصالحاتِ الطاهرَة والأبديَّة.
صلاة لوالدة الاله
القديس غريغوريوس بالاماس