يسوع في الشوارع
قصة في كلمة
في أحد الآحاد تقابل فرد أتى متأخراً إلى الكنيسة مع شخص آخر يغادرها و سأله:
هل انتهت الخدمة؟
فسمع الإجابة التالية:
"بحسب ما تعلمناه من كاهننا فإن الخدمة تبدأ عندما نغادر الكنيسة..."
يقول يسوع:
"إذا ذهبت إلي الكنيسة و تذكرت هناك فجأة أن لأخيك شيئاً عليك،
فاترك الكنيسة في الحال و اذهب أولاً اصطلح مع أخيك،
و حينئذ تعال إلى الكنيسة و قدم قربانك أمام المذبح" (مت 5 : 23 – 24 ).
خذ المسيح معك و أنت خارج من الكنيسة خلال كل علاقاتك اليومية مع الناس.
دعه يصالحك مع أخيك.
هذه هي العبادة الحقيقية.
إن ما هو أقل من ذلك يعتبر مضحكة و تقليد سافر.
ما هي الديانة؟
يقول القديس يعقوب أخي الرب:
"الديانة الطاهرة النقية عند الآب هي هذه:
افتقاد اليتامى و الأرامل في ضيقتهم.." (يع 1 : 27) .
العبادة التي تبدأ أو تنتهي داخل الكنيسة، العبادة التي "تسيج" المسيح في الكنيسة،
و العبادة التي لا تجد تعبيراً لها في أعمال المحبة كافتقاد اليتامى و الأرامل في ضيقتهم،
مثل هذه العبادة تكون أكذوبة
يقول اللاهوتي ثيئودور باركر Theodore Parker
"الاختبار الحقيقي للتدين هو الحياة.
و إذا كنت تريدني أن أعرف من تعبد، دعني أراك في متجرك، في مصنعك، دعني أسمع
– عرضاً - مديحاً عنك في عملك، دعني أعرف كيف تؤجر منازلك، كيف تحصل على أموالك،
و كيف تحتفظ وتتصرف فيها.. إن الامتحان السرائري لتدينك ليست
هي كلمات يسوع التي تكررها، و لكنها هي حياتك اليومية، أعمالك و ليست أقوالك."
الله معنا خارج الكنيسة تماماً كما هو معنا داخلها،
نحن نمارس الديانة ليس فقط بما نفعله داخل الكنيسة و لكن أيضاً بما نفعله خارجها؛
كيف نتكلم، بأي طريقة نكسب أموالنا، كيف نعامل زوجاتنا، أزواجنا، أولادنا،
و من يعملون تحت إمرتنا. نحن نتقابل مع المسيح في الكنيسة،
و لكننا معه أيضاً خارجها، في كل إنسان، في أقل واحد من أخوتنا الأصاغر:
المريض، المسجون، العريان، الجائع، المُهمل، المهجور المدوس تحت الأقدام.
نحن نذهب إلى الكنيسة لنتناول المسيح في سر الإفخارستيا المقدس،
و لكننا نتناوله لكي نأخذه أيضاً خارج الكنيسة إلي العالم،
لكي نجدد تشكيل العالم بحسب مبادئ المسيح.