(( وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات ......))
يردد المؤمنين في القداس الألهي قانون الأيمان وجاء في قانون الأيمان " وأيضاً سيأتي بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات "منذ ميلاد المسيح ، منذ مجيئه الى العالم والمؤمنون بالمسيح ينتظرون مجيئه الثاني .
ما ان رأوه يصعد الى السماء أمام عيونهم وتأخذه السحابة عن اعينهم ، وقفوا يشخصون الى السماء وهو منطلق ٌ ، ولعلهم كانوا ينتظرون عودته ، تنقشع السحابة ويهبط مرة اخرى اليهم .
لكن الرجلين في الملابس البيضاء اعلنا لهم : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ " ( اعمال الرسل 1 : 11 ) .
منذ ذلك الوقت ونحن ننظر ونراقب السماء ، ننتظر عودة المسيح ، ننتظر مجيئه الثاني ، العلامات تؤكد ان وقت مجيئه قد حان .
وتمر الايام وتتابع السنوات ونحن ننتظر ، ننتظر الرجاء المبارك . لم يحظر حتى اليوم ، مرت الفا سنة ولم يحظر ، عشرون قرنا ً ننتظر . طال وقت الانتظار ، بدأ الاحباط والشك يهاجم الكثير من المؤمنين .
لكن هل يقيس الله السنوات كما نقيسها ؟ هل عند الله اثنا عشر شهرا ً في السنة ؟ هل الشهر ثلاثون يوما ً ؟ هل اليوم اربع ٌ وعشرون ساعة ؟ أم هو كألف سنة والالف سنة كيوم ٌ واحد ؟
" أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." لو حساب الله هكذا سيكون ما مر ّ يومان .
بهذا الحساب لن نشعر بالاحباط والملل أو الشك في وعد الله بمجيء المسيح ثانية ً .
الرب لا يتباطأ عن وعده ، هو يتأنى ويتأنى حتى يأتي الجميع الى التوبة .
يمد الله حبال الصبر حتى لا يهلك احد ، ثم يأتي يوم الرب الذي حدده . يوم ٌ لا تحدده السنون ، يوم ٌ لا يأتي كباقي الايام ، سيأتي فجأة ً " لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ. " ( 1 تسالونيكي 5 : 2 ) لا يتوقعه احد ، مهما راقبوا الاحداث ، مهما أحصوا العلامات وتابعوها .
حين تحدث المسيح عن علامات مجيئه لم يقل بعد الحروب والقلاقل يأتي ، لم يقل بعد حدوث الزلازل والمجاعات والأوبئة أعود ولا بعد الاضطهاد والقتل والاستشهاد .
لم يربط المسيح مجيئه ُ بتلك الاحداث والعلامات . لا بد ان يحدث ذلك كله ولا يكون المنتهى بعد " فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَقَلاَقِل فَلاَ تَجْزَعُوا، لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ هذَا أَوَّلاً، وَلكِنْ لاَ يَكُونُ الْمُنْتَهَى سَرِيعًا " .
يوم الرب وساعة مجيئه لا يعلم بها احد ولا ملائكة السماوات الا الله الآب وحده " وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ. "
كم الف سنة أخرى باقية أوكم يوما ً باقي على مجيء ذلك اليوم ؟
لا أحد يعرف وليس لنا ان نعرف لكن علينا ان نسهر ، علينا ان نستعد " لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . و" أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى ؟ مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ " ( 2 بطرس 3 : 11 ، 12 ) .