تموز 30 - آب 12
الرسل القديسون من السبعين : سيلا ، سلوانوس ، كريسكين ، ابينيتوس ، واندرونيكوس
الرسول سلوانوس
كان واحدا من السبعين ، وكان موقرا جدا في اوساط مسيحيي القرن الاول للميلاد
لخدمته المتواضعة في العالم اليوناني القديم ، في سالونيك
وكأسقف مبشر وشجاع في تلك المدينة المكدونية الصاخبة
وكان القديسان العظيمان بطرس وبولس يخصانه بالتكريم الكبير .
انه مبشر مثقف وحاد الذكاء كان يتواصل مع الاساطير اليونانية القديمة
والمدارس الفلسفية في اثينا ، وقد اختير واحدا من السبعين في اورشليم
بعد افتقاد الروح القدس للرسل في العنصرة .
واسوة بالرسل الاثني عشر ، فان سلوانوس واخرين من السبعين جرى اختيارهم
من رسل الرب الاثني عشر في فلسطين ، اما مهمته وبتعبير ذلك الزمان
فكانت تقضي ان يقوم بالكرازة بالانجيل للامم
وفي السنوات التي اعقبت صلب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح
نال كثيرون منهم الاستشهاد على ايدي الوثنيين الغاضبين ، حبا بالانجيل
وكثيرون اخرون ، بمن فيهم القديس سلوانوس ، اصبحوا في النهاية اساقفة
وامضوا حياتهم مناضلين من اجل نقل الانجيل الشريف الى كل مكان من العالم المعروف .
وليس مؤكدا اذا كان سلوانوس قد قضى شهيدا ، فالوثائق الكنسية المتعلقة بذلك الزمان
لاتوافق على السؤال ، وكل ما نعرفه انه جازف بحياته في رحلات تبشيرية
عدة بصحبة الرسولين بطرس وبولس ، ومن ثم كأسقف على سالونيك حيث
ان مجموعة من الوثنيين قررت ان تقاوم الايمان المسيحي حتى الرمق الاخير .
والرسول بطرس نفسه اقر بايمان سلوانوس وشجاعته في العهد الجديد ( 1 بطرس 5 : 12 ) .
وكما اشار كثيرون من الدارسين لاحقا ، فان التحدي الذي واجهه سلوانوس
في عالم اليونان القديم الفلسفي اللاهوتي المعقد
، لم يكن سهلا ، الكلمة كانت لمعايير افلاطون وارسطو ، يضاف اليها
ما اسهم به الفن في القرون التي سبقت في المسرح
الرقص ، النحت و .... فضلا عن المناخ الثقافي العام في مكدونيا الدنيوي
ومثل هؤلاء الناس لا يمكن بسهولة الفوز بهم بفعل ديانة تنادي
بألوهة نجار وضيع من ناصرة فلسطين .
ومع ذلك فان المثقف سلوانوس والشجاع ، سرعان ما بيّن انه
على مستوى المهمة المسندة اليه ، واثناء جهاداته الاولى للفوز بالمهتدين
الى انجيل يسوع المسيح بينما هو يرافق الرسول بولس في رحلاته التبشيرية
خارج سالونيك ( 49 – 50 ) ، وجد ان الامر يستدعي التحدي
امام مثل هؤلاء الناس المتعلقين بالهتهم الكلاسيكية القديمة .
كيف يمكن للتقوى المسيحية القائمة على محبة الله والقريب
ان تنافس مواهب الاله زفس ، او بعض شخصيات الاساطير
من امثال ابوللو الذي يحلق بمركبته العظيمة في اعالي السموات كل يوم ؟
قبل سلوانوس التحدي ، وبحسب مؤرخي الحقبة ، فان خلفيته الكلاسيكية
سمحت له ان يخاطب اليونانيين كند لهم وبعد ذلك فالانجيل نفسه خاطبهم بصوته
بصوت ذي سلطان ، وسرعان ما راح يفوز بالمهتدين الى المسيح
في كل انحاء عالم مكدونيا القديم .
وكما اشار كثيرون من الدارسين على مر العصور فان الوفاء والاخلاص
اللذين قرنهما القديس سلوانوس بكرازته في اليونان
يمكن ان تلاحظ بسهولة في ما اورده الرسول بولس في رسالته الثانية
الى اهل سالونيك والتي وضعت في اواسط القرن الاول للميلاد
عندما كان سلوانوس قد انطلق توا للكرازة بالانجيل وهداية الوثنيين .
واقترن اسم سلوانوس باسم اخر هو تيموثاوس ( واحد من السبعين ايضا )
وما اورده الرسول بولس يشير الى الاهمية القصوى التي يوليها الرسول
للامانة والوفاء في اتمام المهمة في عالم مكدونيا العدواني ( 2 سا 3 : 1 – 5 ) .
وفي حياة طويلة ومديدة قضاها في براري مكدونيا وجبالها
كان سلوانوس يبيّن ان الخلاص الابدي بالايمان بيسوع المسيح
هو اهم بكثير من راحته الشخصية وطمأنينته وامانه
وكواحد من السبعين الخالدين مايزال هذا القديس يلهم المسيحيين
بسبب حزمه وارادته في ان يبذل حياته من اجل الايمان بيسوع المسيح وبانجيله .
طروبارية باللحن الثالث :
" ايها الرسل القديسون ، تشفعوا الى الاله الرحيم
ان ينعم بغفران الزلات لنفوسنا