القديس
ون الرسل الإثني عشر (30 حزيران)
سنكسار القديس البار جاورجيوس الثالث الجيورجي
(القرن 11م)
ولد في العام 1009م في ترياليتي الجيورجية في كنف عائلة من الارستقراطية. كُرّس لله منذ أن كان في العاشرة. درّبه عمّه جاورجيوس الكاتب، في دير خاكولي في Taokhardje'ti على التراث المقدّس المكتوب. ألحق الاثنان، فيما بعد، ببيت جيورجي نبيل وعاشا في القسطنطينية حيث تلقى جاورجيوس، على مدى اثني عشر عاماً تعليماً يونانياً كاملاً لدى الفلاسفة ورجال الكنيسة. كانت هذه تنشئة مباركة هيّأته، بشكل عجيب، للعمل الذي خصّه الرب الإله به. إثر عودته إلى ديره في جيورجيا، اقتبل الثوب الرهباني وهو في الخامسة والعشرين. للحال توجّه، حاجاً، إلى الأرض المقدّسة. فلما بلغ ناحية أنطاكية حيث كان يعيش العديد من الرهبان الجيورجيين، تتلمذ لناسك قدّيس هو جاورجيوس الحبيس الذي كان يقيم بين الصخور في الجبل العجيب. وعلى مدى ثلاث سنوات كان عمل طاعته الاهتمام بالمرضى في دير القدّيس رومانوس بقرب أنطاكية. ثم أعطاه معلمه الإسكيم الكبير وأرسله إلى جبل آثوس ليتابع عمل الترجمة الذي تركه القدّيس أفتيميوس (13 أيار) غير مكتمل. لم يجد في دير الجيورجيين الحميّة الروحية التي كانت لمؤسسيه. أسندت إليه مهام متواضعة ولم يتمكن من مباشرة ترجماته. لما علم شيخه بالأمر سامه كاهناً وأمره، بحدّة، أن يبدأ بعمل الترجمة دون إبطاء. انكبّ للحال على ترجمة السنكسار. وبعد أن جمع المعلومات اللازمة وضع سيرة القديسين يوحنا وأفتيميوس وأطلق إكرامهما وإكرام رفاتهما. جُعل رئيساً للدير سنة 1045م وعمل، بجد، على استعادة النظام والانضباط الشركوي في الدير. لكنه، إذ واجه الصعوبات عينها التي واجهها القديس أفتيميوس من قبله لجهة التوفيق بين إدارة الشركة والجهادات النسكية والعمل الأدبي، استقال في غضون عشر سنوات وعاد إلى دير القدّيس سمعان الجبل العجيب سنة 1056م.
لما عاد إلى ناحية أنطاكية بذل جهوداً كبيرة لتحقيق الاستقلال الذاتي للكنيسة الجيورجية لدى بطريرك أنطاكية وأسندت إليه مهام دبلوماسية من الملكة ماريا، والدة الملك باغرات الرابع الجيورجي. ولكن عندما عُرض عليه أن يصير أسقفاً امتنع كما فعل القدّيس أفتيميوس من قبله. نقل إلى الجيورجية العديد من أسفار الكتاب المقدس. هذه أضحت الترجمة الرسمية المعتمدة في الكنيسة الجيورجية. كذلك نقل الكتب الليتورجية الأساسية وأعمال أبرز آباء الكنيسة. اشتهرت هذه الترجمات لدرجة أن القديس جاورجيوس حظي بنتيجتها بكرامة خاصة جعلته من أبرز معلمي اللغة والأدب الجيورجي.
إثر عودته إلى جيورجيا أمضى خمس سنوات في إصلاح العادات الأخلاقية في المجمع. غادر، بعد ذلك، إلى آثوس آخذاً معه ثمانين يتيماً بقصد جعلهم طلاب رهبنة في دير الإيفيرون. هناك أسلم الروح بين العامين 1065 و1068م. نُقلت رفاته إلى آثوس حيث ووري الثرى بجانب القديس أفتيميوس.
ملاحظة: هذا القديس هو غير القديس جاورجيوس الأول الجيورجي المعيّد له في 13 أيار، لكن سيرته تتداخل وسيرة القديس جاورجيوس الإيبري الآثوسي المعيّد له في 27 حزيران.
سنكسار عيد جامع للقدّيسين الرسل المجيدين الاثني عشر
في شمولية العيد:
في الثلاثين من شهر حزيران خصّصت الكنيسة المجيدة عيداً يشمل جميع الرسل الإثني عشر الذين اختارهم الربّ يسوع المسيح مع الرسل الآخرين الذين هم من السبعين. كما يُضمّ إليهم يعقوب أخو الربّ والقدّيسات حاملات الطيب وكل الرسل الآخرين المجهولي الأسماء الذين اجتمعوا في العليّة، وكانوا في عداد المائة والعشرين، يوم العنصرة اقتبلوا ملء الروح القدس.
الرسل الاثني عشر:
الرسل الإثنا عشر هم قواعد الكنيسة وأعمدتها وهم الملائكة المكلّفون بحفظ الأبواب الاثني عشر المفضية إلى أورشليم العلوية(رؤ 9:21).
إثني عشر كان عدد أبناء يعقوب الذين كانوا في أصل شعب إسرائيل. واثنا عشر هم التلاميذ الذين اختارهم الربّ وجعلهم شهوداً لتعليمه وعجائبه وأرسلهم ليكرزوا بملكوت الله مسبغاً عليهم سلطان طرد الأبالسة وشفاء المرضى (مت 10). هؤلاء أيضاً أرسلهم أخيراً، بعد قيامته ليذهبوا إلى العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ويعمّدوا كلّ الأمم باسم الآب والابن والروح القدس.
سبب التعييد:
خصصت الكنيسة هذا العيد الجامع للرسل ومن معهم، انطلاقاً من دورهم المتكامل والمتكافئ في الشهادة لقيامة الرب يسوع المسيح ونشر تعاليمه الخلاصية المستمرة إلى أيامنا هذه.
سنكسار القديس الجديد في الشهداء ميخائيل البستاني الأثينائي
(+1770م)
من عائلة أثينائية فقيرة ولكن تقية. لم يذهب إلى المدرسة. شغله الوحيد ليعتاش كان نقل الزبل إلى الحقول على حماره. ذات يوم، وكان بالكاد قد بلغ الثامنة عشرة من عمره، عاد إلى المدينة بعد جولة في القرى. فإذا بحّراس يتّهمونه بنقل البارود للصوص المختبئين في الجبال. من دون إثبات ألقوه في السجن وضربوه. ثم على مدى ثلاثين يوماً كان الأتراك يأتون إليه كل يوم محاولين إقناعه بقبول الإسلام ومهددين إياه بالموت إن لم يفعل. وقد تمكّن مسيحيّ تقيّ اسمه جورج من الوصول إليه في السجن وشجّعه على الصمود في الإيمان بالمسيح ليحظى بإكليل الشهادة.
عُرض على القاضي فحاول هذا الأخير كسبه بالوعود الخّداعة. جواب ميخائيل كان "لن أصير تركياً!" نُقل إلى باشا يوانينا وكان، في ذلك الحين، في أثينا فأبدى تصميماً وثباتاً في الإيمان بيسوع رغم العروض بإخلاء سبيله مقابل ارتباط لفظي بالإسلام. أُخضع للاستجواب فردّد الكلام الأول عينه فصدر في حقّه حكم الموت. أسرع على الطريق المؤدي إلى مكان تنفيذ الحكم سائلاً المسيحيين الذين التقاهم الصفح. فلما وصل إلى هناك ركع وأحنى عنقه منتظراً الموت وكأنه وعد بالحياة الأبدية. ضربه الجلاد، أولاً، بخفة فصاح به ميخائيل مرتين: "اضرب من اجل الإيمان!" إذ ذاك نزل عليه السيف بقوّة فحسم هامته ونال إكليل الشهادة. كان ذلك في 30 حزيران 1770م.
سنكسار القديس مارتيال أسقف ليموج الفرنسية
(القرن 3م)
من الأساقفة السبعة المرسلين من رومية في زمن الأمبراطورين داكيوس وغراتوس حوالي العام 250م، للكرازة بالإنجيل في داخل بلاد الغال. المنطقة الجبلية للوسط وليموزين هي التي أُسندت إليه. هذه لعزلتها لم تصلها كلمة الحياة. أسس أسقفية ليموج وهدى الكثيرين بالكلمة والعجائب. بشّر سكّان الجوار بمؤازرة كاهنين من أصلٍ شرقي. رقد بسلامٍ في الرب بعدما كرّس خلفه أوريليانوس وتنبأ بساعة رحيله. يؤم الحجاج ضريحه إلى اليوم. وهو باقٍ حامي ليموج وليموزين.
تذكار أبينا الجليل في القديسين جيلاسيوس ريمانز أسقف ترانسيلفانيا
(القرن 14م)
عاش في دير ريمانز خلال القرن الرابع عشر. دير ريمانز هو من أقدم مناسك ترانسيلفانيا. بقي ذكره في ذاكرة الرهبان حتى إلى يومنا هذا. قيل عاش هدوئياً في الجبال بمعية اثني عشر تلميذاً قبل أن يصير رئيس دير. خلال النهار كان وتلاميذه يعملون وفي الليل يحفظون السهر ثم كان يقيم القداس الإلهي عند الفجر. لم يكن يشترك في المائدة إلا السبت والأحد. في الأيام الأخرى من الأسبوع كان يكتفي بالقدسات. خلال فترات الصوم الكبير كان يزور النساك المنتشرين في النواحي ويشددهم بنصائحه الأبوية وصلواته. وعندما يعود إلى ديره كان يجد بانتظاره أعداداً من المرضى والممسوسين والمحتاجين لأخذ بركة الله بصلواته. في يوم من أيام الصيف أنبع، تعزية لتلاميذه، نبعاً لا زال إلى اليوم يترددون عليه للاستقاء منه لمفعوله العلاجي. سنة 1924 جرفت السيول رفات مدافن الدير. استقرت جمجمة القديس عند شباك الكنيسة. مذ ذاك جرى حفظها في الهيكل وصارت تعرض للتبرك، على المؤمنين.
سنة 1978 تم الكشف، تحت طبقة الطلاء في كنيسة هذا الدير، عن كتابة تعود إلى العام 1377 تذكر اسم رئيس الأساقفة جيلاسيوس ترانسيلفانيا، أول أسقف معروف في تلك الناحية. وقد جعل الدير مقراً له. في السنوات التي تلت اكتشفت قطع من رفاته المقدسة. هذه لم تكف عن تعزية حشود الحجاج بعجائب جمة. مما يورد شفاء امرأة اسمها ماريا من Negresgt- Oash كانت تعاني من الصرع بعدما دعتها حمامة في الحلم إلى طلب الشفاء برفات القديس جيلاسيوس. كذلك يُذكر شفاء رجل من كوكورا كان بعيداً عن الإيمان الأرثوذكسي من الشلل. جاء إلى الدير مشلولاً فعاد صحيحاً في النفس والجسد معاً.
طروبارية لهامتي الرسل
أيها المتقدمان في كراسي الرسل، ومعلما المسكونة، تشفعا إلى سيد الكل أن يمنح السلامة للمسكونة، ولنفوسنا الرحمة العظمى
طروبارية باللحن الثالث
أيها الرسل القديسون تشفعوا إلى الإله الرحيم، أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا
قنداق باللحن الثاني
إن المسيح الصخرة، يمجّد بوضوحٍ صخرة الإيمان المقدَّم في انتخاب التلاميذ مع بولس وكل موكب عدد الاثني عشر، الذين إذا نقيم اليوم تذكارهم بإيمانٍ، نمجّد مَن قد مجَّدهم.
طروبارية القديس جاورجيوس الثالث الجيورجي باللحن الثامن
لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ جاورجيوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.
طروبارية أبينا الجليل في القديسين جيلاسيوس ريمانز أسقف ترانسيلفانيا باللحن الرابع
لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ جيلاسيوس، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.
طروبارية القديس الجديد في الشهداء ميخائيل البستاني الأثينائي باللحن الرابع
شَهِيْدُكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِ، نالَ مِنْكَ الإِكْليْلَ غَيْرَ البالِيَ يا إِلَهَنا، لأَنَّهُ أَحْرَزَ قُوَّتَك فَحَطَّمَ الـمُغْتَصِبين وسَحَقَ بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِ أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.
طروبارية القديس مارتيال أسقف ليموج الفرنسية باللحن الرابع
لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ مارتيال، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.