لا تستغربي إن أحرقتُ الكتاب
شكراً على سنوات حبك كلها
واقتطاف المستحيل من الخراب
***
إياكِ أن تتخيلي إني أفكر فيكِ
كتبت على قلبي ممنوع الاقتراب
إني هارب من عصر تحنيط النساء
وعصر يمارس فيه الجنس بالإرهاب
***
خطيئتي الكبيرة هي أنتي يا امرأة
خطيئتي إني بقيت مؤمناً بهذا العذاب
وبقيت منتظراً قصيدة تخرج
من بحار يسكن شواطئها الضباب
***
حاولت أن اصنع فيك امرأة
ولكن شذاكِ المثير أصبح سراب
ونهدك المتمرد تخلى عن العرش
وقد كان نهر جارف فوقي ينساب
***
سلام على ألف طفل لم يأتوا منك
وألف طفل ضاعوا في الغاب
قضيت نصف حياتي في جسدك
وما زلت أجهل من أين الباب
***
كل يوم ابني وطنً اسكن فيه
يكون شعبي الورق والأعشاب
كل ليلة اصنع من القصيدة أنثى
يخطفها منِ سيوف الأعراب
***
يا سيدتي ماذا يبقى من خطاب الثورة
ولحم النساء تمضغه الأنياب
ماذا يبقى حين يخاف الرجال من الحبّ
وتسلخ جلود النساء بمخالب الذئاب
***
يا امرأة أخطئت تفسيري وتصويري
لم أكن يوما سوى قصيدة في كتاب
ولم يكن الفراق همي يوماً
ولقد كنت الملك المبجل بالألقاب
***
أنا رجل لا أتوارى خلف حروفي
وليس هناك حرب أسوء من حرب الأعصاب
حاولي أن تغضبي وتثوري وتنقلبي
لكي أخرج حياً من هذا العقاب
***
لا تكوني امرأة مخزونة في الذاكرة
وتبحث عن قصة عشق تحت التراب
عودي مثلما تعود الشمس من وكرها
إني هيأت قلبي لأي زلزال وأي انقلاب