ما لزوم إضاءة شمعة أمام الأيقونة؟
للرد نقول أن الكنائس قديمًا كانت منخفضة في مستواها عن الأرض،
ولا يوجد بها نوافذ، وكانت الفتحات في القباب فقط،
فكانت الكنائس مظلمة وهذا ما نراه واضحًا في الكنائس الأثرية
مثلًا في مصر القديمة، ولم يكن هناك كهرباء،
وبالتالي كانت الأيقونات لا تظهر،
فبإضاءة شمعة تظهر الأيقونة، لأن السيد المسيح يقول:
"أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ" (مت 5: 14).
لذلك، فتكريمًا لصاحب الأيقونة نضيء شمعة لكي ننير الأيقونة.
ومعلمنا بولس الرسول يقول: "انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب13: 7)،
ويقول: "لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا" (عب12: 1).
إذًا بإضاءة الشمعة ننير الأيقونة وكأننا نقول لصاحب الأيقونة أنت كنت نورًا للعالم.
فما الخطأ في أن ننير أمام الأيقونة أو نشهد لصاحب الأيقونة؟!
وعلينا أن نلاحظ أنه لا يجب أن تضاء شمعة إلا أمام أيقونة مُدشنة بالميرون.
لأننا في تدشين الأيقونة بالميرون نقول:
"لتكون ميناء خلاص لكل مَن يلجأ إليها بإيمان".
مثال للتوضيح: إذا كانت هناك أيقونة للسيدة العذراء حاملة للسيد المسيح مثلًا، وتم تدشينها بالميرون، أو أيقونة للقديسة دميانة مثلًا ومعها الأربعين عذراء وتم تدشينها ونفخ فيها الأسقف، تصبح هذه الأيقونة مثل تليفون محمول. كيف؟
التليفون المحمول عبارة عن قطعة معدن أو بلاستك، لكن بتركيب الخط يمكن الاتصال بأي شخص، وأحيانًا حتى خارج مصر. فهل الله لا يقدر أن يعمل ما يعمله التليفون؟! حينما تريد أن تكلم القديسة العذراء مريم أو القديسة دميانة تذهب إلى أمام الأيقونة وتنير شمعة فكأنك بذلك تفتح الخط، فتصعد الطلبة سريعًا، لأن هناك خط أو شريحة. أما إذا كان التليفون بدون شريحة أو خط فإن تكلمت لا يسمعك أحد. الخط هو الدور الذي يقوم به الميرون، لأن الروح القدس الذي في الميرون يعطى الأيقونة الحرارة أي الخط؛ وبالتالي يمكن أن تطلب من القديسة دميانة المساعدة في الامتحان، أو تطلب صلواتها أمام السيد المسيح لحل مشكلة ما، أو مثلًا تطلب من السيدة العذراء المعونة، إلخ... يمكن طلب أي شيء من القديس فيصل مباشرة إلى السماء.
الصلاة أمام الأيقونة لا تعنى عبادة الأيقونة ولكنها تعنى طلب من القديس ورجاء أن يسمع.