Mina F. Beshay
لم اكن موجود عام 1981 لكي اعرف عن محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني البابا ال 264 في تاريخ الفاتيكان. عندما تعرض لاطلاق رصاص من محمد علي اغا التركي وذلك في ساحة القديس بطرس, وادى ذلك لاصابة البابا اصابات بالغة. ولم اقرأ ف 2010 عن خبر الافراج عن محمد علي اغا. ولم اكن لأعلم لولا اهتمامي بالقراءة عن البابا بندكت السادس عشر على الويكييبيديا لتجذبني القراءة لكي اقرأ عن حياة البابا يوحنا بولس الثاني ذلك البابا الملقب ب بابا السلام لأعلم بمحاولة اغتياله. لكــن ما جزبني في هذا الموضوع ليس محاولة الاغتيال بل موقف البابا في العام التالي لمحاولة الاغتيال عندما ذهب البابا يوحنا بولس الثاني الي محمد علي اغا في السجن. توقفت قليلاً وتوقعت ان البابا قد ذهب الي محمد علي اغا لكي يعظه ويكلمه عن المسيح وان الذي قام بفعله لا يصح ويجب الندم عليه والرجوع الي الله وكثيرا من ما نسمعه في العظات في كنائسنا. ولكني فوجئت بما اذهلني لقد قابله البابا لكي يخبره بأنه قد عفا عنه وسامحه .
م يعظه بكلمات مرتبة معسولة تروق له بل قدم له كلمات عملية تحمل وتوضح محبة عجيبة. وضعت نفسي بدلاً من محمد علي اغا وتخيلت ماذا سأفعل بعد هذا الموقف العجيب وتحدثت لنفسي قائلاً: " كيف يعفو عني هذا الشخص الذي حاولت قتله؟! كيف لا يدعو الله ان ينتقم مني ؟! كيف يسامحني ولا يحمل بداخله اية مشاعر للكراهية ما هذه المحبة العظيمة! كيف يمتلئ قلبه بهذا الحب ؟َ!! ". وجدت نفسي أفكر في منبع هذه المحبة لاصل الي شخص الرب يسوع الذي وضع نفسه لأجلنا الذي احبنا حتى الموت موت الصليــــب. دفعني الفضول لأعرف ماذا فعل محمد علي اغا بعد هذا اللقاء. وبالبحث فوجئت انه خرج من السجن وقبل المسيح مخلصاً شخصياً واعتنق المسيحية. لم تؤثر فيه كلمات الوعاظ التي من المحتمل ان يكون قد سمعها خلال حياته قبل لقاءه البابا يوحنا بولس الثاني.
ما غير حياة محمد علي اغا وحوله من قاتل مأجور سئ الطباع الي مواطن صالح المحبة العملية التي راها من البابا يوحنا بولس الثاني الذي ضرب امامه اروع الامثلة في المحبة العملية.
جميع الانبياء الذين سبقوا تجسد المسيح على الارض تحدثوا عن المحبة العظيمة ورسموا صورة رائعة للمحبة لكي يأتي الرب يسوع ويحول تلك الصورة الي حقيقة شهدها العالم كله في مشهد الصليب.
لقد مات الرب يسوع عنا جميعاً مع اننا خطاة واثمة وقتلى وسافكي دماء وهو البار الحمل بلا دنس الذي لم يعرف خطية ليوضح لنا محبته العظيمة التي ليس لها مثل .
انه يطلب منك ان تفتح له قلبك فهو واقف على الباب ويقرع وينتظر ان تفتح ولكي يدخل ويغيرك مهما كانت حالتك ويستطيع ان يملأ قلبك بمحبة عظيمة وتنال غفراناً لخطاياك مهما كبرت وعظمت ستستطيع ان تغفر لكل من يسئ اليك ببساطة مثلما فعل البابا يوحنا بولس الثاني مع محمد علي اغا وكان سبب في تغيير حياته. ثق ان الرب يستطيع ان يستخدمك ليبين محبته العظيمة من خلالك بمجرد قبولك لسلطانه في حياتك.
تعلم ايها العالم وانظر هذه هى المسيحية التى تعفو عن المجرم احبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم صلوا من اجل من يسئون اليكم .