الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟ ( يو 18: 11 )
فادينا الكريم ما أجملك في حياتك تستقبل كل شيء من يد الآب. وما أروع الختام يوم قبلت الكأس من يده بلا تردد بل بكل خضوع وإصرار.
ما أجملك وأنت تسأل، مستنكرًا ما فعله بطرس (يوم أمسك سيفه) «الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها»!!
ألا تعلم أنه مستحيل يا بطرس أن أرفض شيئًا للآب حتى الكأس؟
سيدنا لا يمكن أن ننسى شموخك يوم أراد البشر إعطاءك المُلك، ويوم لوَّح الشيطان أمامك بكل ممالك العالم نظير سجدة، فلم تكتفِ برفضك السجود له، بل فضحته «اذهب عني يا شيطان» ( مت 4: 19 ).
ولكن ما أجملك وأنت الذي لم تقبل شيئًا لا من إنسان ولا شيطان، تقبل الكل من يد أبيك، حتى الكأس.
قائدنا العظيم: ما أروع فخارك بالكأس:
«الكأس التي أعطاني الآب» نظرتها عطية كريمة من يد عظيمة ولم تنظر إليها كبليّة خطايانا وإن كانت كذلك. لم تنظرها كضريبة إشباع قلب الآب وثمن تنفيذ المقاصد الإلهية وهي حقًا هكذا، ولكنك قدّرتها عطية وهدية من آب عظيم لابن مجيد في كمال التناغم البديع معه على طول الطريق «الكأس التي أعطاني الآب».
إلهنا العظيم ما أجودك وأنت تشرب كأسنا (كأس خطايانا) وتفرغها عن آخرها. مُعلنًا للبشر المساكين أمثالي أن خطاياي وماضيّ الآن في بحر النسيان، والكأس فارغة «قد أُكمل» ( يو 19: 30 ).
ما أمجدك وأمجد رِفعتك يوم لم ترُّد الكأس فارغة ولكن رددتها للآب ملآنة بالأمجاد.
يوم عوَّضت الله عن كل ما أهانه به الإنسان والشيطان. يوم مجَّدته أفضل مما لم تدخل الخطية إلى العالم. ما أسماك كإنسان يلتزم أمامك مجد الآب بإقامتك «أُقيمَ بمجد الآب» .. مَن هو هذا الإنسان !!!
هذا هو سيدي فاسجدي له يا نفسي.
قارئي العزيز .. لقد شرب المسيح كأس الخطية والخطايا عني وعنك ولم يترك لنا منها شيئًا.
ولكنه ترك لنا بعض شدائد المسيح لنُكملها، فماذا تقول عن ظروفك وآلامك، وأية اضطهادات أو فقر أو مُعاناة في العمل أو تعب في الخدمة!!!
هل نهتف مع المسيح الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها!! رغم بُعد المسافة بين الكأسين، أم أنك تستعفي!!