من أقوال أبانا باييسيوس الآثوسي عن الإعتراف و الأب الروحي
يجب على المرء أن يسعى قاصدا الأب الروحي و يعرض عليه افكاره و حالاته لكي يقوم ذلك الأب بإرشاده.و على الإنسان أن لا يقرر بمفرده حل مشاكله الصعبة و ان لا يجعل من نفسه حقل تجارب في مواجهة الصعاب...
ليس المهم ان يجد الناس في هذه الأيام أبا روحيا، انما المهم أن يثقوا به و يعترفوا بحضوره بخطاياهم و يبوحوا بأفكارهم و يسترشدوا بآرائه واثقين بأنه صوت الله لهم. ان كان لديهم اب روحي و يمارسون الصلوات و يرتادون الكنيسة و يتناولون جسد الرب،فهم في مأمن في هذه الحياة و عليهم ألا يخافوا شيئا".
عمل الأب الروحي هو متابعة النفس كي لا تضل...
-ياروندا! هل من الطبيعي أن يشعر الإنسان بثقل بعد الإعتراف؟
-ولماذا تشعرين بالثقل؟بالإعتراف الصحيح تنطفئ كل الأمور القديمة. تأتي نعمة الله و تحل على الإنسان فيتغير كليا. يغيب الإنزعاج والقلق و الشراسة و يحل الهدوء و السلام.هذا بالنسبة الى الداخل. اما الخارج فإن مظهر الإنسان يتغير بعد الإعتراف،لذلك كنت اطلب من البعض ان يتصوروا فوتوغرافيا قبل و بعد الإعتراف لكي يتأكدوا بأنفسهم من التغيير الحسن الحاصل. حالة الإنسان الداخلية تنعكس على وجهه. اسرار الكنيسة تجترح العجائب. كلما اقترب الإنسان من يسوع،تأله وراح يشعر بأنوار النعمة الإلهية.
-ياروندا!هل يشعر الإنسان بالفرح بعد اعتراف صادق؟
-ليس على الدوام.قد لا تشعرين بالفرح للوهلة الأولى لكن الفرح سيتولد شيئا فشيئا. بعد الإعتراف ثمة ضرورة لمعرفة متفانية للذات، يجب ان تشعري كما يشعر انسان ترك له دين فأحس بفضل و حمد نحو من أحسن اليه. عليك ان تشكري الله و ان تعيشي قول المزمور:"فإني انا عارف بإثمي و خطيئتي امامي في كل حين" وذلك منعا للسقوط مجددا في الخطيئة نفسها..
من كتاب(ضد المستأجر الشرير في داخلنا/الجهاد الروحي/الإعتراف و دور الأب الروحي/ للشيخ باييسيوس الآثوسي)