العناية الإلهية............من أقوال
الشيخ باييسيوس
العناية الإلهية هي ا:لاهتمام الحاصل من الله. كل الأشياء التي تحصل بعناية الله تجري كما يليق به بأفضل W
الطرق، وليس من الممكن أن تتم على منوال أفضل.
يستطيع الإنسان العاقل أن يفكر في كل ما يعتني الله به على النحو التالي:
الله صالح، وبما أنه صالح فهو يعتني بمخلوقاته ويهتم بها (لأن من لا يعتني لا يكون صالحاً). إن الناس، وحتى
الحيوانات العجماء، من طبيعتهم أن يعتنوا بأولادهم، ومن لا يهتم بأولاده يعتبر شريراً. وبما أن الله كلي الحكمة، فهو
يظهر عنايته بكل خليقته على نحو فائق. ونحن حين نشاهد أعمال العناية الإلهية وننتبه لها، نتعجب من عمل الله
الصالح، وعلينا أن نمجده ونقبل بدون فحص سائر أعمال العناية الإلهية حتى وإن بدت لنا ظالمة وغير قابلة للفهم في
بعض الأحيان.
روى لي الشيخ حادثه جرت معه: W
في أحد الأيام كنت مضطراً للخروج إلى العالم، واحتجت ألف دراخما لنفقات السفر، ولكن لم يكن لدي نقود أبداً. فكل
الحوالات المالية التي كانت تأتيني كنت قد أوصيت ساعي البريد أن يعيدها إلى مرسليها، ويقول إنها غير مقبولة.
وبينما أنا في هذا الموقف الصعب، إذا بأحد الإخوة يجلب لي البريد مع حوالة فيها ألف دراخما بالتمام. ولم يكن هناك
لا اسم المرسل ولا عنوانه، بل كان ثمة كتابة تقول: "المرسل: باندانسا (أحد ألقاب السيدة العذراء)". وحين رأيت عناية
الله بكيت وشكرت ربنا والفائقة القداسة،ثم تابع الشيخ قائلاً:
شاهدت عناية الله بأم عيني مرات كثيرة في حياتي. إنه أمر مرهب ... عندما لا تهتم بما لنفسك، فالله لن يتركك
تفكر بأن ثمة ما ينقصك. أرأيت!... كانت تلك الحوالة قد أرسلت لي قبل أن أحتاجها. إن الله، بما أنه أب صالح، يهتم
بنا قبل أن نكون نحن في حاجه لشيء ما، وحتى قبل أن نطلب منه حاجة ما، فعنايته تهتم في تقديم هذا الشيء لنا.
34 ): "لا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو - ولكن من الضروري أن يشاهد الله الثقة فيه من قبلنا. يقول الإنجيلي متى( 6:ا 3
ماذا نشرب أو ماذا نلبس. فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا
أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزداد لكم. فلا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه". ينبغي أن يكون عملنا نحن هو
كيف نربح إلهنا وأخانا، وأما ما يتعلق بنا فلا حاجة إلى الاهتمام به لأن هذا هو عمل الرب، أي أن يهتم بنا.