المسيح هو كلي الوجود
إن القول بأن الله كلي الوجود يعنى أن الله موجود في كل مكان.
تعتقد الكثير من الديانات بأن الله كلي الوجود،
ولكن في كل من اليهودية والمسيحية تقسم هذه النظرة أكثر إلى الإيمان
بأن الله سامٍ ومتعالٍ وهو قريب منا في نفس الوقت.
فرغم أن الله غير متضمن في الخليقة
إلا أنه موجود في كل مكان في كل الأوقات.
اللـه موجود فـي كل شيء؛ وكل اللـه (اللـه كاملاً)
موجود في كل مكان في كل نقطة في الكون.
وهذا هو المقصود بكونه كلّي الوجود.
لكن إيماننا بأن اللـه موجود في كل شيء لا يعني أن كل شيء هو اللـه.
فعندما نقول بأن اللـه موجود في كل مكان في نفس الوقت،
لا يعني أنه موجود في كل شيء حسب المفهوم الهندوسي
الذي يقول بأن كل الخليقة بطريقة ما هي جزء من اللـه.
فقد خلق اللـه، على سبيل المثال، الشجرة ولكن الشجرة ليست جزءاً من اللـه.
كما أن اللـه كلي الوجود بمعنى شخصي
" 7أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟
وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟
8إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ،
وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ "
مزمور7:139، 8 و
" 3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ
" أمثال3:15. " "
وهو بهذا قادر على مساعدة أولاده وتخليصهم ومحبتهم والدفاع عنهم
وتسديد أعمق أشواقهم واحتياجاتهم.
تصف أسفار العهد المسيح، بأنه كلي الوجود.
قال بولس الرسول:
" 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ،
لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ " أفسس10:4.
قال المسيح لتلاميذه
" 20لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ "
متى20:18.
كما قال لهم
" وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ "
متى20:28.
كما تقول كلمة اللـه بأن المسيح يسكن قلوب كل الذين يضعون إيمانهم فيه
" 9وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ،
إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ ...
20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ...
17لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ ...
17الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ ...
20هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ.
إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ،
أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي "
رومية9:8 و غلاطية20:2 و أفسس17:3
و كولوسي 17:1 و رؤيا 20:3.
يقول الرسول بولس:
" أَمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ أَنْفُسَكُمْ، أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ فِيكُمْ،
إِنْ لَمْ تَكُونُوا مَرْفُوضِينَ "2كورنثوس5:13.
فكيف يمكن لشخص فانٍ، سواء كان ممجّداً أم لـم يكن،
أن يدّعي بأنه يسكن في قلوب المؤمنين حول العالـم؟
والمقصود بهذا التعبير أن المسيح،
ابن الله المتجسِّد الذي عاش على أرضنا ثُلث قرن،
موجود في كل مكان؛ ومن جهة الزمن،
فإن وجوده يمتد من الأزل وإلى الأبد.
وها هي كلمة الله الهادية تكشف لنا هذه الحقيقة عن الله الابن.
لقد عاش الرب وسط البشر إنساناً مثلهم بلا خطية " 15
لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا،
بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ " عبرانيين15:4
. وذاق الموت" 9
وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ "
عبرانيين9:2.
إن وجود الله مستمر بلا إنقطاع في كل الخليقة،
رغم أنه قد لا يكون ظاهراً في نفس الوقت لكل الناس في كل مكان.
فقد نجد، في وقت ما، أن حضوره واضح في موقف معين
بينما لا يعلن عن حضوره في ظروف أخرى ومكان آخر.
يقول الكتاب المقدس بخصوص ذلك "1
اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْنًا فِي الضِّيْقَاتِ وُجِدَ شَدِيدًا "
مزمور1:46، وأيضا " 14
وَيَقُولُ: «أَعِدُّوا، أَعِدُّوا. هَيِّئُوا الطَّرِيقَ. ارْفَعُوا الْمَعْثَرَةَ مِنْ طَرِيقِ شَعْبِي».
15لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ:
«فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ،
لأُحْيِيَ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ، وَلأُحْيِيَ قَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ " إشعياء15:57 ".
وموجود في كل ظروف كل الخليقة في أي وقت"
13مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ.
14مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ "
مزمور33: 14،13.
كون الله كلي الوجود يعني حضوره في كل وقت وكل مكان،
ورغم هذا فهو ليس محدود بالوقت أو المكان.
ليست هناك خلية أو ذرة من الصغر بحيث لا يكون الله فيها بصورة كاملة
ولا مجرة من الإتساع بحيث لا يحدها الله.
ولو أردنا إزالة الخليقة فإن الله سيعرف هذا
لأنه يعرف كل ما هو محتمل الحدوث سواء كان واقعياً أم لا
قال الرب ( يهوه ) على فم النبي إرميا:
" 24إِذَا اخْتَبَأَ إِنْسَانٌ فِي أَمَاكِنَ مُسْتَتِرَةٍ أَفَمَا أَرَاهُ أَنَا،
يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَمَا أَمْلأُ أَنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ، يَقُولُ الرَّبُّ "
إرميا 23: 24.
ويقول الرب يسوع على نفس السياق في الإنجيل: " 20
لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ " متى 18: 20.
ويقول أيضا بولس الرسول أيضا عن المسيح: " 23
الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ " أفسس 23:1،
وأيضا " 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ،
لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ "أفسس 10:4.
يقبل الروح
"الله روح" يوحنا24:4،
الروح كائن غير مادي جسدًا" 47
وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي " لوقا47:1.
وقيل عن الملائكة " 14
أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ "
عبرانيين14:1.
ويتكون الإنسان من ثلاثة عناصر:
روح ونفس وجسد. وهذا ما يؤيده قول الرسول بولس " 23
وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ.
وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ "
1تسالونيكي23:5.
تستعمل لفظة " الروح" في الكتاب بد ل النفس،
وأيضا لفظ النفس بدل الروح ولهذا يعتقد كثيرون أن هناك عنصرين
فقط في الإنسان الجسد ويشمل النفس الإنسانية والروح
الموت هو انفصال النفس عن الجسد.
يقول سفر الجامعة:
" 7فَيَرْجعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ،
وَتَرْجعُ الرُّوحُ إِلَى اللهِ الَّذِي أَعْطَاهَا. 8بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ،
قَالَ الْجَامِعَةُ: الْكُلُّ بَاطِلٌ " الجامعة 7:12" "
وقد وصف الموت أحياناً بأنه " تسليم الروح "
وهذا هو الوصف الذي استعمل فيما يختص بموت يسوع عندما " 50
فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ " متى50:27.
الله الخالف هو الذي يقبل الروح ( يتسلم الروح ):
عند موت الكائن البشري،
تنفصل الروح عن الجسد، فيرجع التراب إلى الأرض..
فالله هو
" يَقُولُ الرَّبُّ بَاسِطُ السَّمَاوَاتِ وَمُؤَسِّسُ الأَرْضِ وَجَابِلُ رُوحِ الإِنْسَانِ فِي دَاخِلِهِ "
زكريا1:12،
وكما يقول أيوب
" 8وَلكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحًا، وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ "
أيوب8:32.
وأيضا قول النبي
" 5هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا،
بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا "
إشعياء5:42.
كما يقول داود النبي مخاطبا الرب ( يهوه ):
" 5فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي " مزمور 31: 5.
وتمت هذه النبوة عندما "وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ:
يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي ” لوقا64:23.
وهذا يعني أنّ الله الذي نفخ في الإنسان نسمة الحياة،
ترجع نلك إلى الله، لكن الأمر المهم أنّ نرى في قول شهيد المسيحية الأول،
استفانوس، فيما اليهود يرجمونه:
" 59فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ:
«أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي "
أعمال 7: 59.