إن الملكة لما كانت عارفةً معرفةً لم تكن بمعروفة قبلاً،
هتفت نحو الخدّام، أسرعوا لتجدوا سريعاً الصليب من أحشاء الأرض وتعطونيهِ،
فلما أبصرتهُ قالت بخوف وهي صارخة هكذا:
افرح يا إشارة الفرح الحقيقي، افرح يا نجاةً من اللعنة القديمة
افرح أيها الكنز المخفي في الأرض حسداً، افرح يا من ظهرتَ في النجوم مرسوماً
افرح أيها الصليب المصباح المربَّع الشعاع والناريّ الشكل،
افرح أيها السلم المتمكنة في العلوّ السابق إعلانها قديماً
افرح يا عجب الملائكة الوديع الصورة، افرح يا جرحاً للجن يُناح عليهِ كثيراً
افرح يا ذخيرة بهيجة للكلمة، افرح يا مخمداً نار الضلالة
افرح أيها الصليب شفيع المتحيّرين، افرح يا عضداً وطيداً للسالكين حسناً
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*