الدعوة إلى عقد المجمع:
(381) {المجمع المسكوني الثاني هو نتيجة طبيعية لمجمع نيقية، وذلك لأن الآريوسيين الذين قالواب "أن الأبن جاء من العدم" كان من البديهي أن يعتقدوا بمخلوقيّة الروح القدس أيضا.
أبرز محاربي الأقنوم الثالث كان مقدونيوس بطريرك القسطنطينية. يقول ثيوذوريتوس في "التاريخ الكنسي" بأن مقدونيوس "رفعه الآريوسيين الى كرسي القسطنطينية (العام 342) ظانين انه واحد منهم، لأنه كان يجدّف على الروح القدس، غير أنهم عزلوه لأنه لم يحتمل إنكار ألوهية الابن"}. وكان غراتيانوس وثيودوسيوس قد رغبا في عقد مجمع مسكوني منذ السنة 378 ولكن ظروف الحرب وقلة الثقة بين أساقفة الشرق والغرب حالت دون ذلك. فلما جاءت سنة 381 دعا ثيودوسيوس إلى مجمع مسكوني في القسطنطينية. فأمَّ العاصمة الشرقية مئة وثمانية وأربعون أسقفاً وأباً من أعظم رجال الكنيسة.
ممثلي الكنائس:
وكان بين الحاضرين ملاتيوس الأنطاكي وغريغوريوس النزينزي وتيموثاوس الإسكندري وكيرلس الأورشليمي. وشمل الوفد الأنطاكي خمسة وستين أسقفاً من أساقفة فلسطين وسورية والعربية والرها ومابين النهرين والفرات وقيلقية وأسورية. وتغيب عنه كنيسة روم والسبب عائداَ إلى أن هذا المجمع بدأ محلي وما لبث أن تحول إلى مسكونياً بعد أن اعترفت بمقرراته كنيسة روم وتم في المجمعين الثالث والرابع التأكيد على مسكونيته.
التآم المجمع:
اجتمع الآباء الأجلاء في أيار 381 وكان في المجمع ستة وثلاثون أسقفاً من أنصاف الآريوسين بزعامة الوسيوس أسقف كيزيكة. فامتنعوا عن الاشتراك في أعمال المجمع لأنهم لم يرضوا عن القول بدستور نيقية.
رئاسة المجمع:
ترأسه على التوالي ثلاثة أساقفة والسبب عائد إلى أن الأسقف ملاتيوس كان قد رقد بالرب في أثناء انعقاد المجمع ومن ثم استلم الرئاسة الأسقف غريغوريوس النازينزي وكان لوقتها لم يصل بعد وفد الإسكندرية وعندما وصلوا إلى القسطنطينية لم يعترفوا برئاسة النازينزي لعدم اعترافهم بسيامته أسقفاً على كرسي القسطنطينية بالإضافة إلى وفد كبادوكية مما دعاه إلى الاستقالة من كلا المنصبين (الأسقفية القسطنطينية ورئاسة المجمع) منعاً للانشقاق (لأن هذا القديس العظيم لم يسعَ يوماً للمناصب و الأمجاد الأرضية ) فترك القسطنطينية عائداً إلى إلى بلدته. فترأس المجمع من بعده الأسقف نكتاريوس.
أعمال المجمع:
تكلم غريغوريوس النزينزي يوم عيد العنصرة عن الروح القدس فحث أتباع مقدونيوس إلى الألفة والإتحاد ولكن دون جدوى. فلم يبقى للاشتراك في المجمع إلا كل أرثوذكسي مستقيم الإيمان
|