المجمع الرابع الخلقيدوني المسكوني
بقلم المعلم الانطاكي
الشماس اسبيرو جبور
انعقد المجمع المذكور في العام 451 في خلقيدونية الواقعة بجوار القسطنطينية.
في الرسالتين 120_121 من رسائل البابا لاون الكبير جاء :
أولا:أن الامبراطورة القديسة بولخاريا هي التي دعت إلى انعقاد المجمع.
ثانيا:أن البابا، وثيوذوريتس الانطاكي اسقف قورش كانا بَطَلَي المجمع .
كان المجمع القسطنطيني المحلي قد انعقد عام 448 برئاسة الأساقفة فلافيانوس السوري
خليفة الاسقف بروكلس تلميذ الذهبي الفم، اتخذ هذا المجمع قراراً ضدَّ أوطيخا فاستعمل،
عبارة غريغوريوس اللاهوتي)) واحد في طبيعتين )).
خلقيدونية أخذت عنه العبارة، وجددت الايمان الارثوذكسي:
الاقنوم الثاني من الثالوث القدوس اتخذ طبيعة بشرية اتحدت بطبيعته الالهية
في الاقنوم الواحد بدون امتزاج أو اختلاط أو تشويش ....
وكرر النص ثمانية مرات عبارة (الواحد نفسه) أي أن يسوع المسيح
هو أقنوم واحد في طبيعتين متحدتين اتحاداً وثيقاً.
اللاهوت الارثوذكسي والكاثوليكي يقولان:
إن يسوع اتخذ طبيعة بشرية ذات أقنوماً بشرياً.
ولذلك فالخلاف الخريستولوجي قائم على القول بوجود أقنومين إلهي
وبشري في يسوع المسيح. بعضهم يقول: إن الاقنومين وُجِدَ قبل التجسد
ثم صار واحداً بعده. وبعضهم يقول إن الاقنومين باقيان.
الأقنومان لايتحدان ويصيران أقنوماً واحداً. وإن كان يسوع أقنومين كان يسوع اثنين لا واحد.
(في أفسس4 يسوع ربٌ واحدٌ). وفي دستور الايمان نقول:
وبرب واحد يسوع المسيح. ولذلك فالنسطورية مخالفة لبولس ودستور الايمان
وسواها يخالف قولنا إن يسوع اتحد بطبيعة بشرية لا باقنوم بشري،
لان أقنومه الالهي في لحظة التجسد الخاطفة صار أقنوماً للطبيعة البشرية فيه،
هو أقنوم للطبيعتين. فالطبيعة البشرية ما كانت موجودة قبل التجسد الالهي.
لقد وجدتا في لحظة التجسد الخاطفة: اتحدت الطبيعتان في شخص يسوع المسيح
الواحد إلى الابد اتحاداً متيناً جداً كما وصفه يوحنا فم الذهب
((صفحة 85 من الجزء الرابع من شرح متى، ترجمة الدكتور عدنان طرابلسي.))
ولكن الطبيعة البشرية لاتؤثر في الطبيعة الالهية،
وأما الطبيعة الالهية فملأت الطبيعة البشرية من المجد الالهي وألهتها.
يقول الدمشقي إن طبيعة يسوع البشرية فيها (( نفسٌ عاقلةٌ روحية))
{حاشية صفحة 120 من كتاب سر التدبير الالهي} فيسوع إله تام
وإنسان تام على ماجاء في العهد الجديد والآباء القديسين .
فما جاء أعلاه نرى أن التحالف بين روما والقسطنطينية وسوريا
هو أساس الايمان الارثوذكسي الكاثوليكي في عقيدة التجسد الالهي.
الدمشقي وبالاماس قالا: الالوهة تجسدت في أقنوم الابن،
الترانيم والمطالبسي قالت: تجسد الابن بمسرَّة الآب ومؤازرة الروح القدس.
كيف هذا؟؟ إنه سر الايمان العظيم. فالجسد هو جسد الابن فقط.
ولذلك يقول الارثوذكس والكاثوليك: إن أقنوم يسوع الالهي قنَّم الطبيعة البشرية
أي صار أقنوماً لها وصارت هي مقنمة فيه:
هذا سر وحدة الاقنوم في طبيعتين. فالتركيز على الاقنوم
في علم اللاهوت معهم جداً وهو مفتاح لفهم سرّ الثالوث القدوس وسرّ التجسد
الالهي.
{الأحد 13 تموز}
الشماس
اسبيرو جبور.