الثبات في المسيح يملئنا بالثمار....كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ))
شبّه المسيح نفسه بالكرمة ، قال : " أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ."
والكرمة نبات ٌ معطاء ، شجرة ٌ كل ما فيها مفيد ٌ ونافع للكرّام وللناس ، ثمرها جيد ٌ للاكل ، العنب الطيب الحلو المذاق يغذي ويلذ اكله ، يؤكل طازجا ً ويؤكل جافا ً يؤكل جامدا ً ويشرب عصيرا ً كله فوائد وورقها يؤكل في بعض البلاد يطبخ ويشكّل ويؤكل كطبق ٍ شهي .
وفروعها واوراقها توفر ظلا ً يحمي من حرارة الشمس وقسوتها وعادة ً ما ينبت بجوار الكرمة نباتاتُ أخرى تتغذى على غذائها
ويدعونا المسيح ان نثبت فيه كأغصان متعددة تخرج من جذع الكرمة ، وثبات الاغصان بالكرمة يجعلها تحيا ويجعلها تحمل ثمار الكرمة
وكما ان الغصن لا يقدر ان يأتي بثمر ِ من ذاته إن لم يثبت بالكرمة هكذا نحن لن نستطيع ان نأتي بثمر ٍ من ذواتنا ، لا بد ان نثبت في الكرمة
والذي يثبت في المسيح يأتي بثمر ٍ كثير والذي لا يثبتُ فيه لا يحيا ولا يُثمر ، يجف ، يضعف ويذبل ويجف وينكسر ويسقط ويطرحونه في النار ،
والذي يثبت في المسيح الكرمة تسري حياته فيه كما تسري حياة الكرمة ، يسري الغذاء والعصارة والحياة من قلب الكرمة الى قلوب الفروع ويسري الطعام الذي تمتصه الجذور من الارض الى اصغر غصن ٍ وأدق فرع وتمتد الاغصان وتكبر تُمسك في الكرمة من طرف ويمتد الطرف الآخر .
وكلما ثبت الغصن بالكرمة كلما نما وكبر وانتشر وامتد الى الناس بالثمر .
الثبات في المسيح يملئنا بالثمار ، يوفر الثمار للناس لتتناوله منا .
كما ان علينا مسؤولية الثبات بالمسيح علينا مسؤولية العطاء للناس ، وكما نحب الله نحب الآخرين وكما نخدم الله نخدم الآخرين .
قال المسيح : " هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ." وكما قال : " بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي." قال ايضا : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ........ بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا." .
وطوال ثباتنا فيه فنحن نعمل اعماله وننفذ وصاياه ونستمد منه القوة .
كما احب نُحب ، كما غفر نغفر ، كما تحنن نتحنن ، كما بذل نبذل فالغصن يشبه الكرمة في كل شيء ويحمل نفس الثمر الذي تحمله وسوف يأتي اليوم الذي سوف نقف جميعنا أمامه لنقدم حساباتنا ، سوف يقيمنا عن يمينه ويقول :
" تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ ........ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي ............. بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ. " .