من اجل حفظ السلام الداخلي عليك :
1- أن تبادر قبل كل شئ إلى ترتيب حواسك الخارجية , بالهرب من كل تهور وطيش في كل أعمالك . وأعني أن لا تنظر أو تتحدث أو تشير بيدك أو تمشي أو تقوم بأي شئ ، بخشونة وطيش ، بل يكن كل شئ بهدوء ووقار درب نفسك على الهدوء والوقار في كل أعمالك وتحركاتك الخارجية وهكذا تبلغ السلام القلبي بيسر وسهولة , وبدون تعب أو مشقة . فلآباء القديسون يعلموننا أنه كثيرا ما يتأثر إنساننا الداخلي بما يعمله الإنسان الخارجي
2- اعدد نفسك كي تحب الناس , وتعيش في وفاق مع كل واحد منهم , حسب وصية الرسول : (( إن كان الممكن حسب طاقتكم ساعدوا جميع الناس)) (رومية : 18:12)
3- ليكن ضميرك طاهرا فلا يبوبخك على أمر، مهما كان واحرص أن تكون على الدوام في سلام مع الله ، ومع جيرانك ومع نفسك ومع كل الوسط الخارجي أيضا. فنقاوة الضمير ترسخ عمق السلام القلبي حسب قول داوود ((سلام جزيل لمحبي شريعتك وليس لهم عثرة)) (مزمور165:119)
4- درب نفسك على احتمال السوء والاهانة ، بدون اضطراب . ولا بد أن تحزن قبل بلوغ هذه الحالة، فتقاسي الأمرين وذلك لعدم خبرتك على ضبط النفس في كل الأمور. لكن بالعادة , المرة تلو الأخرى , ستجد نفسك راحة في المشقات التي تحل بك . وان ثبّتَ فإنك ستتعلم يوما بعد يوم، كيفية ضبط النفس على نحو أفضل فتتقدم عندما تعرف كيف تصون سلام قلبك، وسط كل العواصف الخارجية والداخلية معا
وإن عجزت أحيانا من السيطرة على قلبك وفشلت في إبعاد الأحزان عنه فبادر إلى الصلاة وثابر عليها مقتديا بالرب الذي صلىّ ثلاث مرات في الجثمانية ،علّه يريك من مثاله كيف تكون الصلاة حصنا لك في الضيق والشدة ، فلا شئ يقدر أن يكسر قلبك وعندما تتفق إرادتك وإرادة الله فإنك ستهدأ ويمتلئ قلبك قوة وشجاعة ، وتصبح قادرا على قبول أي شئ واحتماله . فالرب كشف لنا الضيقات إلا انه علمنا كيفية استرجاع السلام بالصلاة : ((قوموا ننطلق ، هوذا الذي سيسلمني قد اقترب )) (متى 46:26)