أين يقيم ؟؟

أين يقيم يسوع ؟؟


سؤال بسيط ألقته طفلة على  فى درس مدرسة الأحد ..

وتلقت الإجابة التى تتناسب وإستيعابها ..

غير أنه لا ئق بنا اليوم أن نتفهم وندرك إجابة هذا السؤال بوضوح

يجب أن نتذكر كل ما قاله يسوع وصرح به  وسجل فى الكتاب المقدس

لنسترشد به ونحن نجيب !!

وكان لازما لقلبى الباكى والحزين أن أجد ردا وإجابة


هو يسوع ..

أقام له بقلبى منزلا ..

بات يحرس ويرمم أشلاءا به تبعثرت ..

ويدعوها من جديد للحياة ..

ونظرت أيضا إلى الباكين من حولى

يمتلكون نفس العزاء

ونفس الرجاء


من لا يتفهم رسالة اليوم المرسلة لنا .. يعوزه عمرا جديدا

ليعيد إستيعاب كل ما مر بحياته من مواقف وأحداث تؤكد له أين كان يقيم  يسوع

حين صرخ إليه وإستنجد به

هل تغير مقامه فلا نجده حين ندعوه ؟؟

حاشا لله ألا يسمع صراخ الصارخين وبكاء الباكين .


أرد على نفسى وأطمئن إخوتى.

هو هو الأمس واليوم والغد


إخوتى الأحباء

من لا يعرف إلى الآن أين يقيم يسوع ..

لم يكن يوما تلميذا له

ولم يكن خادما له ..


حبايبى الغاليين

إن يسوع يتكلم فينا

ويعمل بنا

به نحيا ونتحرك ونوجد

إن تكلم سمعناه

وإن تحرك تبعناه

وإن لاقانا نلقاه بحضن الحبيب

حاشا لله ألأن يصم أذنيه عن غوث المستجير ..

وأن يتصام عن إستغاثة المسكين ..


الرب يا حبايبى محام ماهر .

يدافع عن أولاده

يحامى عن الأرملة والمسكين ..

يقيم بجانب الضعيف حتى يقويه .

وأمام القوى والظالم  يقف أمام جبروته سدا مانعا

حتى يكسر شوكة ظلمه ويضمن سلامة المستجير .


يلاقى الخائفين والهاربين والمطاردين من ضمائرهم الهائجة عليهم

ليهدئ عواصف هؤلاء قبل أن ترديهم مخاوفهم وإنفلات أعصابهم

قتلى وضحايا إنفجارات المخ وإنسحاق الأعصاب ..
............

يقيم فى المستشفيات حيث أسرة الألم

تحمل ضحايا الحوادث  والأجساد المهرأة

يده ترفى وتشفى وتعصب

ومنديله يمسح ويطيب ..

ومخازنه الغنية تسدد ماعلينا

ومالا أعجزتنا كثرته فلم نقدر على سداده ..


بينما كان أخى ينازع الموت ويصارعه ..

طالبتنا إدارة المستشفى بآلآف الجنيهات

لا حيلة لوالدى فى سدادها !!

صرخ فى ليلته صرخة مدوية للسماء ..

وقال لى بعد دقائق.

الرب سدد ما علينا !!!!!!!!!!!!

وكان ما إنتظره بإيمان ..
................


يقيم يسوع حيث الأرملة واليتيم المساكين .
.
يعد بالوفاء

بأن كوز الزيت لا ينقص وكوار الدقيق لا يفرغ  
 
فى قلبك الفرحان له موضع ..

وللباكى الحزين يفتش له عن  مكان


ينادى بالفرح

أستطيع أن أعيش بتواجده عمرا جميلا رائعا ..

فيه السلام والإطمئنان

وأن أرعى سلامة هذا القلب من تداعيات الأحزان ..

هو شريكى فى الفرح


هل سمعتم عن فرح يدوم إلى الأبد ؟؟

أو مائدة عشاء تمتد إلى الصباح .

هو

من فى يمينه شبع السرور

والشبع الدائم إلى الأبد ...

هو من يتلقى على يديه الحانيتين

وليد الرحم

يحفظه ويرعاه

ويتعهده  بالعناية والرعاية
........

هو من يعزف لنا لحن السلام .

فنسمع

ونقصد حيث يقيم ..

فنجد جوقات الملائكة  تملأ كنيسته

وتزين مذبحه

وتملأ بالنور منارته ..

أصدقائى الغاليين  ..

هل حيرنا السؤال حينا ؟؟


هل قضينا عمرا لا نجد إجابته؟؟..

ضيعنا الكثير يا غاليين

وآن الأوان لنستريح.


مع التلميذ نعلى الصوت...

وجدنا مسيا وجدنا مسيا

هو المفتقد الموجود بأرضك التى غبت عنها كثيرا ..

هو لم يذهب ولم يزل مقيما واقفا

على عتبة دارك ..

يرجو الدخول ..


هل تسمع طرقته

هل تميز صوته ؟؟

قم .. وإفتح .. لتعرف أين يرجو أن يقيم يسوع

يوم صعد إلى السماء

لم يشأ أن يتركنا بلا عزاء

هدأ روعنا برسائل ملائكته الأطهار ..

مابالكم تنظرون هكذا


هو يسوع

كما رأيتموه منطلقا إلى السماء

سيعود منها ..

وترون مجده الأسنى ..
>>>>>>>>

أيها الغاليين الأحباء

إنتظروا مجيئه بشغف ..

إستبشروا أحبائى خيرا ..

لابد وأن نلاقى يوما آتيا تضج فيه السموات بضجيج

ويصحو الموتى الراقدون فى الأرض .

ويتلاقون معنا نحن الأحياء ..

زفة سمائية لم يسبق للبشرية أن رأتها ولن تراهاإلا فى اليوم الأخير ..

يومها نعرف الكل ..


لم يعد يحيرنا السؤال ..

سنعرف ونرى ونعاين المقام السامى ..

بل ونشارك فيه المليك .

ومن عرفه سيعرفه

لن تختلط علينا الأمور

ولن نتشكك

أين يكون المقام الأخير ؟


أخى وأختى ..

هل تريد إجابة السؤال ..

فتش لنفسك ..

ولندرب مشاعرنا وإحساساتنا أن تتحسس بمهارة

ولا نفتقد ما أودعه يسوع فينا من نور الإيمان ..

فنتوه ..

ليس ليسوع مكانا أفضل من القلوب

ليسكن فيها


هى مكان راحته

بها عرش جلوسه
 
لا نضيع العمر سدى ..

من لا يجده فى القلب أولا ..

عبثا يبحث . وسرابا يتبع ..


سيدى وربى

إمسك بيمينى يا قدير

كن عونى حيثما أسير

غزوت قلبى المتحجر بسكناك

رفعتنى من المزبلة

ومع الشرفاء أصبح مجلسى ..

لم تغير وعدك

أفلحت مشورتك فى حياتى  

وأعطيتنى عربون الأبدية ..

فلم أعد أخشى الموت لأنه معبر الوصول إليك

إلى موضع راحتى ..

إرفعنى دائما إلى محراب قداستك

ولسانى يلهج بالشكر ..

يامن خلقتنى على رسمك

وبكمال صورتك صورتنى

عرفت بحبك وصوتك وجمال طلعتك

لن أتوه عن مكانك يا حبيب

آمين

مع خالص محبتى


إيمان سمير