في ارتفاع الصليب
أَرْفَعُكَ يَا ملكي وإلهي، وَأُبَارِكُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ. مزمور 145 : 1
أقف أمامك يا ملكي وإلهي بخوف ورعدة
أحمل صليبك الكريم أرفعه نحو الشعب
مع الصليب أرفع نفسي مرتقيا هيكل قدسك
فأسمع صوت التمجيد والتسبيح
من ملائكتك القديسين
روحي في داخلي تنظر صليبك المحيي
فترتعش في داخلي
يا لسمو خلاصك يا رب
لم يخلصنا ملاك ولا إنسان
بل أنت يا ملك المجد
أرفع بيدي الترابيتين
من جاد علينا بالعتق والحرية
حررنا من كل قيد ولعنة
تبتهج روحي وتفرح
حين أرفع صليبك فوق رأسي
وأبارك به شعبك الذي اقتنيت
وفي ارتفاع الصليب
أشكو لك ربي جحودنا ونكراننا
أشكو بعد شعبك وتهافتهم للعالم
أقف أمامك برعدة وخوف
فقيود خطاياي الكثيرة تطوق عنقي
فلا ألتفت إلا لأسافل الأرض
لكن طمعي في رحمتك كبير
رحمتك هذه التي تسبق غضبك
فارفع عني قيود خطاياي
لأسمو ويسمو شعبك أمامك
أيها الصليب الكريم المحيي
لقد كنتَعودا جافا
خاليا من كل حياة
فيا للجود الإلهي
فحين ارتضاك الرب بالجسد عرشا
ملأك بالحياة
وصرت منبعا للبركة
به يتبارك شعبك
ويكتسب قوة مضاعفة
فالصليب الممتلئ بالحياة
هو قوة الله للخلاص
وهو سلاح سلم وراية ظفر لا تُقهر
حين أحملك رافعا إياك
أحمل معك هموم شعبي
ووطني والأوطان الملتهبة
بنار الشرير ذلك الأسد الذي
لا يرأف بالرعية
أرفع معك بدي والبلاد
سوريا ولبنان والعراق ومصر
تلك البلاد الجائعة للسلام
أرفع مع صليبك شعبها
الذي يئن تحت وطأة الشرير
يطلبون رحمتك وسلامك
غسلامك يفوق العقل
ورحمتك تفوق الوصف
أرضنا تحترق
فكما نجيت الفتية الثلاثة القديسين
من أتون النار المضطرم سبعة أضعاف
نطلب الطمأنينة والسلام لبلادنا كلها
تلتئم صلواتنا مع عطر البخور
مع صلوات قديسي هذه البلاد
ونصرخ إليك بملء الصوت
خطايا شبابنا لا تذكر
وانظر أيها الجالس عن يمين الآب
وتعطف وارحم شعبك
ترتفع أيدينا نحو صليبك الكريم المحيي
فتتثاقل أيدينا بقيود خطايانا
فانظر واستجب وارحم
ولا ترذلنا من رجاء رحمتك
يا رب ارحمنا وارحم عالمك
خلص شعبك وبارك ميراثك
وامنحنا غفران خطايانا وخطايا شعبك
آمين