المسيح هو أبدي
كتاب (المسيح هو الرب الإله)
الأبد هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل،
كما أن الأزل هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي،
مدة لا يتوهم انتهاؤها بالفكر والتأمل البتة؛ وهو الشيء الذي لا نهاية له،
والسرمدي ما لا أول له ولا آخر، والأزلي ما لا أول له، والأبدي ما لا آخر
يستخدم العهد القديم كلمتين عبرانيتين للتعبير عن فكرة الأبد،
وهما (عولام)، (عاد) أما العهد الجديد فيستخدم هذه الكلمات (أيون) (أيونيوس) (أيديوس)
للدلالة على فكرة الأبد. تعرف الأبدية، بأنْ لا حدود زمنية لها،
فهي بلا زمن من البداية حتى النهاية. فكلمة أبد أو أبدي تشير إلى فكرة البقاء والدوام إلى ما لا نهاية.
وعندما تستخدم عن الله فأنها تدل على أنه لا نهاية له ولا بداية.
ويتكلم الكتاب المقدس عن أزلية وأبدية الله " 2مِنْ قَبْلِ أَنْ تُولَدَ الْجِبَالُ،
أَوْ أَبْدَأْتَ الأَرْضَ وَالْمَسْكُونَةَ، مُنْذُ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ أَنْتَ اللهُ " مزمور2:90،
"15لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ، سَاكِنُ الأَبَدِ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ " إشعياء15:57،
" 1بَعْدَ هذَا نَظَرْتُ وَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ فِي السَّمَاءِ، وَالصَّوْتُ الأَوَّلُ الَّذِي سَمِعْتُهُ كَبُوق يَتَكَلَّمُ مَعِي قَائِلاً: «اصْعَدْ إِلَى هُنَا فَأُرِيَكَ مَا لاَ بُدَّ أَنْ يَصِيرَ بَعْدَ هذَا "رؤيا1:4،
فالله الخالق أوجد العالم قبل ابتداء الزمن نفسه
" 1فِي الْبدْءِ خَلقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ " تكوين1:1.
ولكن عندما تشير الأبدية، إلى المخلوقات الخالدة، فأنه يقصد بها تلك الخلائق
التي لها الرسوخ والثبات وطول البقاء كالجبال والتلال، والآكام،
وغيرها، وقد ترجمت بالدهرية أو القدم
" 26بَرَكاتُ أَبِيكَ فَاقتْ عَلى بَرَكاتِ أَبوَيَّ. إِلى مُنْيةِ الآكامِ الدَّهْرِيَّةِ " تكوين26:49،
و" 6وَقفَ وَقاسَ الأَرْضَ. نَظرَ فَرَجفَ الأُممُ وَدُكتِ الْجِبالُ الدَّهْرِيَّةُ وَخَسفَتْ آكَامُ الْقدَمِ.
مَسَالِكُ الأَزَلِ لَهُ "حبقوق6:3.
الأمر المثير أنّ يسوع المسيح يشترك في الأبدية، كما هو الحال مع الرب الإله.
تنبأ إشعياء عن ولادة المسيح المخلص وقال: " أبا أبديا، أو بمعنى ( أبو الأبدية ) " إشعياء 6:9.
وتنبأ عنه النبي ميخا: " فَمِنكِ يَخرُجُ لِي الذِي يَكونُ مُتَسلِّطًا عَلى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنذُ الْقدِيمِ،
مُنذُ أَيَّامِ الأَزَلِ " ميخا 2:5 وقال عنه دانيال في الرؤيا:
" سلطانه سلطان أبدي" دانيال14:7. وقال عنه بولس الرسول:
" 9الذِي خَلَّصنَا وَدَعَانا دَعْوَةً مُقَدَّسةً، لاَ بِمُقْتَضى أَعْمَالِنا،
بَلْ بِمُقْتَضى الْقَصْدِ وَالنِّعْمةِ الَّتِي أُعْطِيتْ لَنا في الْمَسيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنةِ الأَزَلِيَّةِ
" 2تيموثاوس9:1. وقال كاتب الرسالة إلى العبرانيين:
" 8يَسُوعُ الْمَسيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيوْمَ وَإِلى الأَبَدِ " عبرانيين 8:13.
إن الحياة الأبدية هي معرفتنا لله بصفته الآب، وللمسيح بصفته،
الابن المرسل من الله. يقول المسيح مخاطباً الآب:
"3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسيحَ الذِي أَرْسلْتَهُ " يوحنا 17: 3 ويقول:
" 20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلهُ،
وَسيُرِيهِ أَعْمالاً أَعْظمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ "يوحنا 5: 20.
الحياة الأبدية هي الابن الذي كان سراً مكتوماً.
يقول:
" 2فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ
الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا " 1يوحنا 1: 2،
وأيضا " 11أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ.
12مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ "
1يوحنا5: 12،11.
السيد المسيح هو وحده فقط الذي يمنح الحياة الأبدية لأولئك
الذين آمنوا به وقبلوه ربا ومخلصا على حياتهم، إذ هو يقول بصريح العبارة:
" 27خِرَافي تَسْمَعُ صوْتِي، وَأَنا أَعْرِفُها فَتَتْبَعُني.
28وَأَنا أُعْطِيها حَياةً أَبَدِيَّةً، وَلنْ تَهْلكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي "
يوحنا10: 28،27.
ويؤكد بطرس الرسول أنّ كلام الحياة الأبدية هي لدى الرب يسوع:
" 68فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ:«يَارَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟
كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ " يوحنا68:6.