دفن المسيح!
******
(مت 57:27-61): "ولما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف
وكان هو أيضا تلميذا ليسوع فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع فأمر بيلاطس
حينئذ أن يعطى الجسد فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي ووضعه في قبره الجديد.
الذي كان قد نحته "في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى.
وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر.
كان يوسف الرامي تلميذا للمسيح في الخفية بسبب الخوف من اليهود (يو 38:19)
ومرقس يقول عنه أنه مشير شريف (مر 43:15) أي أنه عضو في السنهدريم.
وظهور يوسف في لحظات المحنة ومعه نيقوديموس (يو 39:19)
عندما تخلى الكل عن المصلوب. وتقدم يوسف في شجاعة يطلب جسد يسوع ووضعه
في قبره الجديد فصار قبر يوسف الرامي أقدس مكان على الأرض (إش 10:11).
شجاعة يوسف الرامي تتضح أنه بعمله هذا سيعزل من مناصبه اليهودية وسيحتقره الرومان.
في لحظات الضيق والألم يظهر القديسون، فبينما تجف الأوراق الصفراء
وتتساقط من حرارة الشمس تزداد الأوراق الخضراء حيوية، والشمس هي شمس التجارب،
وهي بينما تحرق العشب هي بعينيها تهب نضوجا للثمر.
كان من الممكن أن يفضل يوسف الرامي نفسه عن المسيح ويحتفظ بقبره لنفسه.
ولكن كان القبر قد تحول إلي مكان نجاسة كسائر القبور، ولكن إذ قدمه للسيد المسيح
صار كنيسة مقدسة يحج إليها المؤمنون من كل العالم عبر كل العصور.
هكذا لو أردنا أن نحتفظ بجسدنا لنتلذذ بلذات وخطايا العالم لتحول إلى قبر نجس
أما لو وهبناه للمسيح فهو يقدسه (يو 25:12)
سبق إشعياء وتنبأ أن المسيح يدفن في قبر رجل غنى
(إش 08:53 ، 9).
ولو كانوا قد تركوا جسد يسوع (يوسف الرامي ونيقوديموس)
لكان اليهود قد دفنوه في مدافن المجرمين واللصوص = "وجعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته".
كان القبر يبعد مسافة قصيرة جدا (عدة أمتار) عن مكان الصليب.
لما كان السيد قد ولد من مستودع جديد طاهر لم يتقدمه فيه غيره،
حسن دفنه في قبر جديد لم يوضع فيه غيره.
وضع في قبر لم يوضع فيه أحد حتى حينما يقوم لا يظن أحد أن غيره هو الذي قام.
وكونه قبر لم يوضع فيه أحد سهل مجيء تلاميذه له،
وصار سهلا أن يعاينوا ما حدث من أحداث القيامة،
وحتى الأعداء صاروا شهودا على ما حدث بوضعهم الأختام على قبره
وإقامة جنود حراسة صاروا شهود قيامته.
كان يوسف ونيقوديموس قد أحضرا حنوطا كثيرا، ومع هذا خرج المسيح من كفنه تاركا إياه مكانه ولم يعوقه كل هذا الحنوط الذي جعل الجسد يلتصق بالأكفان، وكان هذا دليلا على أن القيامة إعجازية.
لكن لنلاحظ أنهم لفوا جسد المسيح بكتان، وهذا لبس الكهنة.
فهو رئيس كهنتنا الذي قدم ذبيحة نفسه!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †