لنرفع قلوبنا إلى فوق
من الرسالة إلى أخل كولوسي أصحاح 3
1 فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله
2 اهتموا بما فوق لا بما على الأرض
3 لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله
في كل قداس ينادي الكاه نالشعب بهذا النداء : لنرفع قلوبنا إلى فوق .
الكاهن يردد ما قاله الرسول بولس هنا يطلب من المؤمنين في اللحظات القادمة في القداس نبذ الأرضيات والتطلع إلى فوق بالقلب والنظر لمراقبة أقدس لحظات القداس الإلهي .
لكن هذه الدعوة تشمل أيضا جوانب الحياة كلها .
الكل يعلم بأن لا شيء باق على الأرض فالكل سيزول متى صدر البوق السماوي وابتدأت الدينونة .
والكل يعلم أن مدينة الله السماوية تفتح يدها للمؤمنين ولكن مع هذا تبقى نظرات الإنسان فقط نحو الأرض تشده أثقال العالم ومال العالم وشهوات العالم .
الطمه صفة غريزية في الإنسان . فهو لا يشبع من الأرضيات حتى لو امتلك العالم كله . هو طبع سيء كفر به القديسون فعاشوا الحياة غريبين عن الأرض متطلعين بقلوبهم إلى فوق .
كلنا نعلم أننا بالمعمودية دفنا وقمنا مع المسيح فصرنا بالمعمودية والإيمان خليقة جديدة مولودين مرة أخرى على صورة الله ومثاله . تلك الصورة التي شوهها آدم القديم عادت لنا في آدم الثاني يسوع المسيح الذي منه كل خليقة جديدة .
لكن ومع كل امتياز قدمه الرب لنا تبقى نظراتنا أرضية بل وندخل بالأرضيات أيضا للكنيسة المقدسة ولا نقبل عنها بديلا .
ولكني أقول لكل المتشبتين بالأرضيات والناظرين إلى أسفل :
هنالك الكثيرين من دفعوا أموالا طائلة لم يستطيعوا شراء قدر شعرة من الصحة .
والكثير ممن دفع أموالا طائلة لم يزد في عمره ساعة واحدة
وأكثر الكثير دفعوا ما لا يعد ولا يحصى في سبيل شراء لحظة سعادة أو لحظة راحة ولم يحققوا شيئا .
لهذا وحين نرى أمثال هؤلاء يخرجون من هذه الحياة لا يطلبون الله إلا في المصائب والأحزان والضيقات يخرجون من العالم صفر اليدين من كل ما هو سماوي مصابين بالغباء الروحي وخاسرين للحياتين الزمنية والمستقبلة .
وأقول لكِ يا نفسي
الويل لكِ من وقاحتك بالروح
الويل لكِ من الطمع والفجور
الويل لكِ من كلام الإنجيل الذي سيدينكِ
ويل لطمعكِ في الأرضيات
الويل لعينيك المتطلعة أسفل ولا ترى من فوق ما لا يُرى الآن
الويل لفجور طمعك أكلا وشربا وملبسا
يا ربي وإلهي متى ستصحو نفسي من سباتها
متى سيكون كلامك نبراسا لنفسي الجانحة للشر
لم يخطيء آخاب كما أخطأت أنا
وفقت بخطيئتي كل من سبقني
ولكني بهذا
لا أترجى سوى عفوك وصفحك
ولن أطمع إلا في رحمتك
فأنت زادي الوحيد في هذه الحياة وأملي بعد الموت
فاستجب لي أنا عبدك وخادمك
بأن يرتفع كل من يقرأ سطوري بنظره وقلبه إلى فوق
ليسمع الجميع نداء الكاهن لنرفع قلوبنا إلى فوق
فنسمع صوت التسبيح لجلال مجدك
ونتمنى الانضمام للجوق السماوي في تسبيحك
فانظر من عالي مسكنك وخلصنا وارحم عالمك
يا ربي
آمين