ماذا تعني دعوة حكمة الله، لنسلم قلوبنا له؟
إن الله هو الضابط الكل.
هل تؤمن بهذه الجملة؟
فعندئذ لا تتذمر ضد حكومته بل تدرك أن كل أمة تنال السلطة التي تستحقها.
وإن رجع الجماهير إلى ربهم وتابوا قلبياً، فيرحمهم ويمنحهم حاكماً حكيماً.
ولكن حيث تسيطر اللامبالات على القلوب، أو تفرق الانشقاقات المؤمنين، أو يبعد التمسك بالتقاليد المحبة. فهناك يرسل الرب ملكاً صعباً وأرباباً عتاة. وحيث تستسلم الجماهير للإلحاد، فلا يستطيع أحد ولا الدكتاتور أن يخلص الشعب من غضب العلي.
كما أن الديموقراطية ليست هي الطريق إلى الفردوس.
لأن صوت الشعب ليس صوت الله، بسبب أن الجماهير غارقة بالشهوات الدنيوية والسكر بأمنيات الرفاهية.
ورغم أخطاء السلطة، فإن المسيحيين لا يكونون عصاة ولا ثواراً ولا معارضين، بل يصلون لأجل المسؤولين، ويحتملونهم بصبر، ويؤمنون بإرشاد الرب. لقد دعا بولس وبطرس المؤمنين، للخضوع للملك والحاكم الحالي. والصلاة من أجله باستمرار (رومية ١٣: ٢ و١بطرس ٢: ١٧)
فالإنسان ليس حراً مطلقاً في هذه الدنيا بل حلقة في سلسلة المجتمعات.
فالرب دعانا أن نكون ملح الأرض، وليس مدافع ضد الملك.
وروحه يعلمنا الخضوع لا الفتنة، لأن قاعدة إيماننا التواضع، لا الثورة.
٢٥: ٦ و٧ « ٦ لا تَتَفَاخَرْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ، وَلا تَقِفْ فِي مَكَانِ ٱلْعُظَمَاءِ، ٧ لأنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يُقَالَ لَكَ ٱرْتَفِعْ إِلَى هُنَا مِنْ أَنْ تُحَطَّ فِي حَضْرَةِ ٱلرَّئِيسِ ٱلَّذِي رَأَتْهُ عَيْنَاكَ».
من يعرف الله ويخف منه، يعلم أن الناس صغار أمامه، فلا نتفاخر أمام رؤسائنا، ولا نتراكض إلى حفلات الكبار، بل نبقى متواضعين بسطاء، ماكثين في المحل الذي وضعنا الله فيه.
إن الاستكرام في دم الإنسان. ولكن التواضع من ثمر الروح القدس.
ويسوع ذكر بوضوح لأتقياء زمنه، معنى هذه الآية، ألا يتقدموا أثناء الوليمة إلى جانب الرئيس، بل يكتفوا بالجلوس عند الأطراف، لكيلا يخجلوا إن أتى ضيف مهم وكان عليهم التنازل له عن أمكنة الصدارة فالإنسان مسكين، الذي يظن:
الآن يراني الآخرون، ويتكلمون معي، ويهتمون بي.
فهذا المعقد لم يلاحظ بعد أنه لا شيء إلا خاطئ ضال. ولكن رغم ذنبه، اختار الله، أن يكون في قربه وتبناه.
وهكذا يدعوك الرب إلى البنوة. فأنت العبد الباطل قد أصبحت مكرماً عند الله، ومقبولاً في قربه.
فإيمانك بالمسيح خلصك. ولهذا لسبب لا تحتاج إلى إكرام من البشر فيما بعد لأن اسمك مكتوب في السماء. إن الله هو الذي يعرفك، ويحبك ولا ينساك.
الصلاة :
أيها الله العظيم القدوس، نسجد لك، لأنك تهتم بنا، ونحن صغار نجسون.
أنت تعرف الملوك والأرباب ولا تهملني، أنا عبدك الفقير، ولا تحتقرني لأجل آثامي.
أشكرك لمحبتك. حررني من الاستكبار وشبه الاستكبار. لأرفض نوايا العالم وأفضل البساطة في روحك القدوس.
وأشكرك لأنك سجلت اسمي في السماء بدم المسيح المسفوك لأجلنا.