صليب المسيح
صليب المسيح
قال أحدهم:
"إن صليب المسيح إما أن يكون أظلم بقعة في سر هذا الوجود، أو أن يكون أشعة ساطعة تمحو من حولها حالكات الظلام".
- لقد مات المسيح على الصليب مرة واحدة وإلى الأبد ، ولكن ما أكثر الذين يصلبونه في حياتهم مرات ومرات، وذلك لسوء تصرفاتهم كمسيحيين وخيانتهم الأمانة الروحية التي أوكلت إليهم.
فنحن نصلب ابن الله في كل مرة نتنكر لإيماننا ونساوم على مبادئنا كمؤمنين. وإذا كانت جنة عدن هي المكان الذي فيه تخلى الإنسان عن مسؤولياته أمام الله، فإن بستان جثسيماني هو المكان الذي على الإنسان أن يسترجع فيه تحمل مسؤولياته الروحية من جديد، ويسير قدمًا حتى النصر.
- إن عقل الإنسان مهما أوتي من قوة الحجة لن يتمكن من أن يرى وجهة النظر المنطقية في موت المسيح ذلك لأن حدثًا كهذا هو فوق معطيات وإدراك العقل. إن السماء وحدها تستطيع أن تفسر موت المسيح فقط، حيث عبّر أحدهم بالقول:
"الصليب هو فلسفة الحياة، هو سفينة النجاة، هو فلك نوح، هو العليقة المشتعلة، هو سيناء، هو جبل التجلي، هو الجلجثة، هو المسيح فيكم رجاء المجد، إنه كل شيء وفوق كل شيء".
إن الرب يسوع المسيح ليقف أمامك متوسلاً لك كي تصمم على اتباع خطواته. لذلك في اتباعه إنما تنقذ نفسك من الهلاك الأبدي، وتفتح أمامك آفاقًا جديدة للحياة. فلا بد لك من مواجهة المسيح، إما للحياة أو للموت. إنك إذ تنظر إلى المسيح سترى فيه إنسانًا وإلهًا يفيض حبًا ورحمة وحنانًا. إنسانًا بشريًا متأنسًا تألم قبل الصليب وعليه، ومات، ودُفن، وقام، وانتصر على قوات الجحيم، ووهب الحياة لمن في القبور. فهل يسعك بعد كل ذلك أن ترفض المسيح؟
الصليب يدعوك إلى التصميم بلا تحفظات، يدعوك للولاء وإلى التلمذة بلا قيد ولا شرط. فهنا مات ماضيك وما فعلته من خطايا، وهنا انفتح أمامك باب الحياة، باب الانطلاق نحو الأفضل والأحسن ، بأن يجعلك (بواسطته قادراً أن) تغلق ضخامة الأبواب الأخرى.
إننا مدعوون لتقييم الصليب في حياتنا ولمواجهته بإلحاح شديد. ففي مواجهتنا له نواجه خطايانا وضعفاتنا، كما نواجه الرب يسوع المسيح وجهًا لوجه، ونواجه المحبة المصلوبة في سبيلنا. عندئذ فقط نعرف قيمة نفوسنا وكم هي ثمينة في نظر السماء، ونعرف المكانة التي دعينا إليها بنعمة الفداء وعمل المسيح على الصليب. فأرجو أن تجد في الصليب التحوّل الأكبر نحو الخير الأبدي والسعادة الباقية ، فإلى الأمام، وإلى فوق، وليباركنا الرب جميعًا ، وكل يوم ونحن بخير لابسون الرب يسوع المسيح .. آمين .
" بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، .. "
رومية 13: 14
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً.. وأبداً.. آمين