السلام الحقيقي والراحة الكاملة
سلامآ اترك لكم .
سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا
( يو 14 : 27 )
ان السلام الحقيقي التام ليس الا في هدوء الضمير وطمأنينة القلب .
والحصول علي السعادة والدوام عليها بين تيارات العالم وتقلباته
أثبت في الله لتظفر بهذا السلام .
اترك ما فقدته حزنت عليه وتوجعت لفقده
لا تعلق قلبك بما يتألم له خوفآ من ضياعه . ضع ثقتك في الله وحده
لا تتداخل فيما لا يعنيك ولا تهتم بما لا يخصك .
ولا تله بأمور باطلة وابععد عن الخصام والمنازعة
والحسد وعن كل ما من شأنه ان يفقدك السلام
أستأصل العادات الرديئة منك . وليكن ضميرك طاهرآ .
ونيتك سليمة . ورغبتك مقدسة .
ولا تسئ الظن بأحد . خالف هواك واقمع شهواتك
وألجم آلامك وقاوم حواسك واضبط ميولك لتجد راحة وسلامآ
فأن السلام في مقاومة الأهواء وعدم الأستسلام لها .
لا في طاعتها والأنقياد لها
التفت الي الله . وسلمه قلبك . واخضع له ارادتك .
وأحبه فتظفر بالسلام والسعادة
كن وديعآ أنيسآ محبآ للصلح فتكون أبنا للسلام .
طهر ذاتك من كل دنس واقتلع من قلبك
بذور كل شر فتشعر بسلام الله الكامل
احتقر كل ما في العالم من الشهوات الرديئة .
ولا تعلق قلبك بشيئ مما فيه
لأنك ان لم تحتقر لذاته ومغرياته
وتطلب الله وحده فلا تظفر بسلام مدي حياتك
من يجوز السلام فهو خير ممن يملك العالم بأثره .
وأفضل ممن حذق كل العلوم وبرع فيها .
كن صبورآ قوي النفس ذا ضمير سليم فيكون السلام
في قلبك فان الصبور يرتاح ويطمئن الي الله حتي اذا ألمت به الشدائد
وأحاطت به الكوارث والألام . اما الضمير الشرير فأنه دائمآ في خوف
وقلق وفزع حتي من أتفه الأشياء وأحقرها .
اذ ليس لديه ما يصد عنه عادية الدهر
ان شهواتك ورغباتك تحارب وتحاول ان تنتزع منك سلامك .
فلا تظن ان العدو بعيد عنك . بل هو في بيتك وساكن معك .
فحد من شهواتك واضبط كل خلجاتك وحينئذ تصير آمنآ علي سلامك .
ادخل الي ذاتك واقتل كل ميولك المنحرفة .
عند ذلك تشعر بحلاوة ما هو لديك الآن .
أن العث يتلف الصوف والسوس يفسد الخشب هكذا الشهوات الجامحة
والرغائب المنحرفة . فانها تتلف وتفسد وتستأصل أصل السلام من القلب
فأضبط كل حواسك حتي تتمتع بالسكون والدعة . كن هادئا ساكنآ
فتكون في طمأنينة وراحة . واعلم اخيرآ ان روح الله القدوس لا يسكن
الا القلب الوديع السليم الهادئ .