(( الجمال الحقيقي.........كانت أبيجايل امرأة جميلة حسنة الصورة، لكن جمالها الحقيقي......))
كان يوسف جميلا، ولكن جماله الأعظم لم يكن في الجمال الجسدي، بل في تفوق الجمال الروحي، على جمال الجسد،
ولم يلفت يوسف العالم بجمال شكله، ولكنه لفت العالم بجمال عقله الذى أدار به حياة أمة ثمانين عاماً بأكملها، من الثلاثين « أن مات في المائة والعاشرة من عمره، ..
وفى جمال الأخلاق المترفعة أمام اللّه والناس، فهو ليس بالإنسان الذى يعطيه خالقه جمالاً، فيفسد هذا الجمال بالشر العظيم الذى يصنعه أمام اللّه، وهو ليس بالإنسان الذى يستغل هذا الجمال ضد الرجل الذى وثق به وسلَّمه كل شيء في بيته، كان جمال الروح أعظم ما يملأ حياة يوسف.
كان موسى جميلاً وقد زاده اللّه جمالاً بالشعاع البهي الرائع الذى عكسه على وجهه، فجعله أروع من جمال القمر
عندما تسكب الشمس أنوارها العظيمة عليه، واحتاج موسى إلى برقع، يغطى به هذا الجمال كلما اقترب من الناس أو اقترب الناس منه، لأن جمال اللّه كان عليه..
ولكن موسى لم ير الجمال في وجهه أو بنيانه الرائع ولم ير الجمال في عقله الذى قاد أمة أربعين سنة يصرف أمورها بحكمة عظيمة .. ولكن جماله الأعلى كان جمال الروح في الحياة السامية التي عاشها على مقربة من اللّه.
كانت أبيجايل امرأة جميلة حسنة الصورة، لكن جمالها الحقيقي لم يكن هو الجمال الأنثوي الذى يسحر العقول، ويذهل الألباب، بل كان جمال العقل في المرأة الجيدة الفهم الحسنة التدبير، التي تقف في وجه الكارثة المزمعة أن تكتسحها وبيتها لحماقة زوجها، وسوء تصرفه، ...
لكنه مع هذا كله كانت أروع جمالاً بالسمو الروحي الذى جعلها ترد النبي داود من الانتقام مذكرة اياه بالدعوة العليا التي لا يجمل به أن يضيعها بالانتقام، بل أن يسمو بها في انتظار فضل اللّه الذى لابد أن يأتي، وأخذ داود بهذا السمو الروحي، وعف عن القتل وسما إلى العفو، وجاءه الفرح من اللّه بعد أيام قلائل!! ..