:lol!: من الصليب الى القيامة :lol!:
قيل لإحدى الفتيات اليابانيّات التي نالت سرَّ العماد:
«ماذا فعلت؟ أنت تعبدين إنسانًا مصلوبًا!»
فأجابت: «وكيف عرفتم ذلك؟»
قالوا: «من قراءة الأناجيل».
عندئذٍ قالت باندفاع وحماس: «ولكنَّ الإنجيل قال أيضًا إنَّه قام.
فنحن لا نعبد إنسانًا ميتًا لكن ربَّ الحياة».
وهكذا أنشد مز 68: «يقوم الله».
ثمَّ: «تشتَّت معادوه».
ذاك ما حصل للجنود الذين وضعوهم على القبر،
خوفًا من أن يسرق التلاميذ جثَّة المعلِّم ويقولون إنَّه قام.
اعتبروا يسوع مضلاًّ في حياته ومضلاًّ بعد مماته.
«اجتمع رؤساء الكهنة والفرِّيسيُّون إلى بيلاطس قائلين:
«يا سيِّد، تذكَّرنا أنَّ ذاك المضلَّ قال وهو حيّ: بعد ثلاثة أيَّام أقوم.
فمُرْ بأن يُضبط القبر إلى اليوم الثالث»
(مت 27: 62-64).
ووضعوا الحرّاس، وضبطوا القبر وختموه «بالشمع الأحمر».
كأنَّهم يقولون: «ممنوع الخروج وممنوع الدخول».
كانت «زلزلة»، «تدحرج الحجر».
«خاف الحرّاس، ارتعدوا، صاروا مثل الأموات» (مت 28: 2-4).
أين هم المعادون؟ هربوا. أين هم «مبغضوه»؟
اختفوا وراء الكذب، ولعبَ المالُ لعبته.
فكما استُعمل من أجل القبض على يسوع،
ها هو يُستعمل لإخفاء قيامة يسوع.
أين هم هؤلاء الذين اعتبروا نفوسهم «أقوياء»؟
في المزمور، حسب يسوع نفسه كالشمع،
والآن مبغضو يسوع ذابوا «كما يذوب الشمع أمام النار».
أمّا النار فترمز إلى حضور الله.
وتأتي مقابلة ثانية: الدخان. يمضي الدخان ولا يعود.
وهكذا اختفى أولئك الذين رفضوا قيامة الربّ،
على ما قال إبراهيم للغنيّ.
فالغنيّ طلب من إبراهيم أن يرسل لعازر إلى إخوته الخمسة. قال:
«إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون». فأجاب إبراهيم:
«حتّى إن قام واحد من الأموات، لا يصدِّقون، لا يؤمنون»
(لو 6: 30-31).
وفي الواقع، لبثوا يعادون يسوع في موته وفي قيامته، كما منعوا تلاميذه من التلفُّظ باسمه
(أع 4: 17).
وتجاه المعادين والمبغضين، هناك المؤمنون. قال مز 68:
«أمّا الأبرار فيفرحون، يغتبطون أمام الله وينشرحون».
ذاك ما حصل للتلاميذ بعد خبرة القيامة.
ركضت النسوة، وأتت المجدليَّة فأخبرت بطرس والتلميذ الحبيب.
وتلميذا عمّاوس عادا أدراجهما حين عرفاه بعد كسر الخبز. قالا:
«كان قلبنا ملتهبًا فينا حين كان يكلِّمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب»
(لو 24: 32).
وينادي المرتِّل:
«أنشدوا لله، رتِّلوا لاسمه، مهِّدوا (طريقًا) للراكب في البراري.
اسمُه هو الربّ، فاهتفوا أمامه». فالاسم يدلُّ على الشخص.
واليهود منعوا الرسل من ذكر هذا الاسم.
قدرة الله ظهرت في سيناء. عادةً هو الصعود إلى أورشليم.
أمّا في مز 68 فالصعود يكون إلى البرِّيَّة.
هناك، ارتعشت الأرض، ارتجفت. والسماء أرسلت مطرها.
وظهرت قدرة الله حين رجوع العائدين من السبي،
كما يقول مز 84: 7: «عبروا في وادي الجفاف،
فصار عيون ماء، بل بُركًا يغمرها المطر».
أما هكذا أنشد إشعيا أيضًا: «تفرح البرِّيَّة والأرض اليابسة،
ويبتهج القفر ويزهر النرجس.
يُزهر إزهارًا ويبتهج ابتهاجًا ويرنِّم» (35: 1-2).
ولكنَّ الربَّ لم يبقَ في سيناء، فكما مضت المركبات، مضى هو، فأنشد مز 68:
«بألوف من المركبات جاء الربّ، من سيناء إلى المكان المقدَّس».
ففي أورشليم يتمُّ الصلب.
وفي أورشليم القيامة. وفي أورشليم الصعود أيضًا. واستمرَّ المزمور:
«صعدت إلى العلى (إلى أعلى السماء) تقود الأسرى، أخذت عطايا من البشر:
حتّى المتمرِّدين عليك ليكون لك مقامٌ هناك، أيُّها الربُّ الإله» (مز 68: 19).
ومن هم السبايا؟ أولئك الذين أخذهم إبليس،
وها هو الربُّ يستردُّهم، على مثال ما فعل إبراهيم،
ساعة انتصر بإيمانه على «ملوك» أربعة يسودون أقطار الكون الأربعة.
وهكذا صار مقام الربِّ في السماء.
فالقدِّيس لوقا «روى» لنا كيف تمَّ صعود الربِّ بمرأى من التلاميذ:
«ولمّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون،
وأخذته سحابة عن عيونهم» (أع 1: 9-10).
أمّا مرقس فأنهى إنجيله حول صعود الربِّ يسوع إلى السماء:
«ثمَّ إنَّ الربَّ بعد أن كلَّمهم،
ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله» (16: 19).