التحرّر من الأفكار الأثيمة
يخطر على بال كل إنسان مهما كان جنسه أو معتقده في هذه الأرض أفكار شريرة تؤثر على حياته بصورة عجيبة بحيث يتسائل كيف فعل مثل هذه الشائنة أو تلك الرذيلة أو كيف جرح أخاه الإنسان أو كيف حمل ضغينة في صدره ضد هذا أو ذاك وكيف له أن يطلق العنان لمخيلته لتتمادى في أحلامها النجسة وتزوده بالاستمتاع الجنسي الفكري الذي يقودنا إلى اقتراف أفعال غير شريفة، أو حتى أفكار حقد وكراهية تقودنا إلى الاعتداء على الآخرين بشتى الأنواع.
والأسوأ من ذلك، نرى في كثير من الأحيان أسرى لتلك الأفكار ومستعبدين لها، وتسيّرنا كيفما تشاء.
وإذا بالمأزق يصبح حقيقة مريرة. فنحصد عذابا روحيا لنا ونسبب الأذية والإغاظة لغيرنا، بسبب خدمتنا لأرواح شريرة أو بسبب اندفاعنا بها.
فغالباً ما نكون مدفوعين بمعرفة أو بغير معرفة .
بتأثيرات خارجية سواء كانت تلك التأثيرات شخصاً يؤثر علينا أو غسيل أدمغة يحكم قبضته علينا الى أخره .
وأحيانا نعتقد أننا نتفوه بالحق وننطق بكلمات صحيحة لكنها بالحقيقة خالية من الروح والمحبة فنجرح مشاعر الآخرين بل حتى نؤذيهم جسديا.
فما السبيل الكفيل لكسر الأواصر والقيود التي تكبلنا لنتحرر ونسلك السلوك الصحيح وفقا لما يمليه علينا ضميرنا؟
اقول لكم الكاتب بأن الانتصار على هذه الأفكار الشريرة والتخلص منها قد لا يكون أمر سهل المنال.
فيستوجب علينا أن نتواجه مع الحقيقة وهي أن الصراع الروحي هو حرب واسعة النطاق دارت منذ سقوط الإنسان الأول.
والنصائح الشديدة التي اقدمها لكم لم تأتٍي من الهواء أو عن دراسات نظريات بحتة بل عن خبرة عملية في هذا المضمار كوني قد عملت لسنوات عديدة وقدمت المشورة للمئات من الشباب والمتزوجين.
وانا على علم بكيفية الاصطياد في المياه العكرة وفضح مكايد إبليس وكشف أقنعته التي يزودنا بها لنتستّر ورائها.
كما اوقظكم من غفلتكم ويبطل المنطق الغلاط الذي نرتكز عليه رغم أنه قد يبدو لنا منطقاً براقا ومألوفا وله شعبية.
ويبيّن لنا كيف أن الإنسان نفسه غالباً ما يكون عقبة في طريق الله، وأصر على دور الصلاة. فمحاولة حل مشاكلنا الروحية بمجهودنا البشري مصيرها الفشل المحتوم.
ونحن نعلم بأن التراث المسيحي يزخر بكثير من الحِكَم والنصائح لما يخص التعامل مع موضوع الأفكار والمشاعر.
التحرّر من الأفكار الأثيمة .
هو خير مثال على ذلك.
فبأسلوبه الذي لا يختلف كثيرا عن أسلوب القديس أغسطينوس في الغرب وأسلوب الآباء الرهبان في الشرق فإن يجعلنا نتواجه وجها لوجه مع حقيقة المعارك التي يخوضها الإنسان مع التجارب والخطايا انطلاقاً من تجارب الكنسية.
والحكمة التي اقدمها صادقة وواقعية، لكنها مشبعة بإيمان خالٍي من المساومة وبيقين تام بقدرة الروح القدس في تجديد النفوس وتغيير الحياة.
التحرّر من الأفكار الأثيمة في يومنا المعاصر مواضيعاً لا يتناولها زماننا الحديث، الذي لا يبالي بالسلامة والعافية الروحية للناس زمان الحواسيب والإلكترونيات والتجارة والماديات والمظاهر.
فهناك الكثير من الأمراض الروحية التي نصاب بها نحن البشر فضلا عن الصراعات الروحية.
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... 
الثلاثاء فبراير 11, 2014 5:34 pm
