إذا امتلأنا من محبة الله فسوف لا نكون وحيدين لمدة طويلة أبداً أو منطويين على نفسنا فسنجد دائما شخصاً نقدم له أعمال المحبة والخدمة.
وسيكون الله وأخونا الإنسان دائما موجودين قريبين منا.
وكل ما علينا القيام به هو البحث عنهما.
لقد جائني منذ مدة قريبة أحد الشباب من مجتمعنا المسيحي ليشاركني بفرحته التي اكتشفها حديثا وهي مساعدة للآخرين .
كان يعمل كمتطوع لبناء المنازل للمحرومين الذين يفتقرون الى المأوى.
وكان يظن أن عمله هذا يكفي لشفاء غليله.
ولكنه عندما كان يعود الى بيته في نهاية النهار، لم يكن يعرف ماذا يفعل .
فيقول :
وجدت روحي تضعف وتفرغ عند قضاء وقتي أمام شاشة التلفزيون.
وسرعان ما أخذت بهجة الحياة التي في داخلي تتلاشى.
وقد أخبرني أحد الاشخاص وقتذاك عن وجود برنامج مسائي للمساعدة في تدريس الأطفال المشردين، فقد كانوا يفتشون تفتيشا يائسا عن متطوعين.
لذلك قررت تجريب هذا العمل. وهاءنذا الآن أقدم المساعدة في هذا المجال في كل مساء.
ولا أصدق كيف قد تغيرت نظرتي للحياة كلياً .
فلم اكن أعلم سابقا على الإطلاق كم كان يترتب عليّ تقديم أعمال المحبة والخدمة إلى هؤلاء الأطفال.
عندما نعاني من الشعور بالوحشة أو العزلة، فالسبب يرجع على الأغلب الى أننا شخصياً لا نريد أن نحب الآخرين بل نريد أن يحبنا الآخرين.
إن السعادة الحقيقية تأتي من خلال إبداء المحبة للآخرين.
فالشيء الذي يلزمنا هو أن نسعى الى مجتمع من المحبة مع أخينا الإنسان باستمرار أي بمعنى إقامة علاقات أخوية قلبية معه، ويجب على كل منا ان يصير معينا كأخ أو كأخت في سعينا هذا.
فلنسأل الله ليفتح قلوبنا المغلقة على هذه المحبة، عالمين أننا لا نقدر على الحصول عليها إلا في اتضاع الصليب.