الرب راعي فلا يعوزني شيء { مزمور 23 : 1 }
********************************
اعتادت الأمم الشرقية أن تدعو حكامها وملوكها الصالحين رعاة
عندما يدعو الكتاب المقدس اللة {ربنا} {وملكنا} {والخالق} الخ فاننا عادة نشعر بقدرته وقوته ومجده في خوف ورعدة لكن بتسميته الراعي نتذوق بالحري حلاوته ورقته وتعزيته لنا وعنايته بنا وبنفس الشيء تقريبا عندما
ندعوه {أبانا} إنني بلا شك لا أعتاز شيئا البتة إذ هو بنفسه يصير طعامي وشرابي وملبسي وحمايتي وسلامي وكل عوني لحياة كلها بهجة حضوره الواهب النعم في قلبي يهبني شبعا وكفاية اذ يقبل {طالب العماد} الرب
راعيا له ويصير من قطيعه يشترك في جسده ودمه المبذولين فماذا يحتاج
بعد ذلك؟
في المسيح يسوع لا يحتاج المؤمن شيئا الا ما يجده في المسيح أو بمعنى أدق يحتاج إلى السيد المسيح نفسه هذه هي أحاسيس القديس أمبروسيوس وهو يرى الكنيسة ليلة عيد القيامة وقد صارت سماء وجموع المعمدين حديثا قد نالوا روح التبني يسرعون مع صفوف المؤمنين بالتسبيح والترنيم نحو المائدة الإلهية ينعمون بما تشتهي الملائكة أن تطلع إليه
هناك حمل واحد حملته على كتفيك طبيعتنا البشرية
يتحدث داود النبي بلغة اليقين الراب راعي فقد صار حملا لكي يحل في وسطنا كواحد منا لكنه يلتزم في حبه اللانهائي برعايتنا إنْ اتحدنا به وصرنا حملانا لا ذئاب فهور راعي الخراف لا الذئاب لقد دفع دمه الثمين ثمنا لقبولنا رعايته به نصير رعيته المحبوبة وهو راعينا الساهر علينا
يحدثنا العلامة أوريجانوس عن عناية اللة ورعايته الفائقة بكونها رعاية دائمة وشاملة ودقيقة تحتضن كل شيء حتى شعور رؤوسنا بل ومن أجلنا يهتم
اللة حتى بالخليقة غير العاقلة انه بعنايته يهتم بنا يوميا بصفة عامة وعلى وجه الخصوص علنا وخفية حتى وإن كنا لا ندرك ذلك اننا نعترف بعقيدة أكيدة وثابتة أن اللة يعتني بالأشياء القابلة للموت وليس شيء ما في السماء
أو على الأرض ليس تحت عنايته العناية الإلهية تضم الخليقة العاقلة أولا ولكن نتيجة لذلك فهي تضم الحيوانات غير العاقلة لأجل نفع الانسان ما يحدث في حياة البشر... لا يتم بمحض الصدفة ولا بطريقة عشوائية وإنما بهدف سام محسوب يشمل حتى شعر الرأس { مت 10: 3 } هذا الأمر لا يخص القديسين وحدهم كما يظن البعض وإنما يشمل كل البشر فان العناية
الالهية تمتد لتشمل العصفورين اللذين يباعان بفلس { مت 10: 29 }
سواء فهمنا مثل العصفورين بطريقة روحية أو رمزية تحتضن العناية الإلهية
كل شيء حتى أن شعور رؤوسنا محصاة لدى اللة
اذكروني في صلواتكم