الخلاص يدفعك إلى صلوات جديدة .
كل الذين يقبلون المسيح مخلصاً لهم ويثقون فيه، يتغيرون من الداخل وينعكس ذلك في سلوكهم. فليسوا هم الذين كانوا سابقاً تحت نير الخطية، بل حصلوا على حياة جديدة من الله وأضحوا أولاده. وليس المهم أن تشعر بهذه الحقيقة، أو تسبح في أمواج الفرح، فيكفي أن تؤمن إيماناً واثقاً بأن السيد المسيح قد استلم قيادة حياتك، وأنه يقودك جسب أمانته. ويحفظك في كل طرقك.
ينشئ خلاص المسيح في نفسك دافعاً لصلوات وابتهالات وأدعية إلى الله الذي صار في المسيح أباً لك.
لا تفصلك عنه الخطايا الماضية فيما بعد، أنت محسوب طاهراً لأجل دم يسوع المسفوك لأجلك ويصرخ روح الله في نفسك :
أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلأَرْضِ.
إن صلاتك لا تكون فيما بعد عبارة عن طقوس فارغة بل محادثة ودية مع الله. تخبره بكل همومك وأخطائك ومخاوفك ومشاكلك وهو يجيبك بواسطة الإنجيل المقدس. لست وحيداً فيما بعد لأن المسيح نقلك إلى الشركة الحبية مع الله، فليس القدوس بعد بعيداً عنك مجهولاً مخيفاً مهلكاً. إن أباك السماوي يهتم بك ويعرفك شخصياً وأنت محروس في عنايته. ما أعظم التغيير لبصيرتك في الله.
لأجل ذلك تثبت في الشكر والحمد، وقلبك يفيض بالفرح والتسبيح لأن الله القدوس رحمك أنت الخاطئ وطهرك بدم ابنه الثمين فأضحى لسان حالك لسان داود في المزمور:
بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ. بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. ٱلَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. ٱلَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. ٱلَّذِي يُشْبِعُ بِٱلْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ ٱلنَّسْرِ شَبَابُكِ» (مزمور ١٠٣: ١-٥).
قد وضع الله في مسرته على لسانك ترنيمة جديدة، لأنك أصبحت من الشاكرين لأجل خلاصه.
هل يسبح قلبك دوماً لله؟
هل تشكره لمحبته وصبره وأمانته وصلاحه المعلن لك في المسيح؟
تأمل في كل البركات الروحية التي منحك الله في مخلصك يسوع ولا تبخل بشكرك، فقبول الخلاص يغير حياتك ويتحقق القول المقدس:
إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (٢ كور ٥: ١٧)
نشهد مع ملايين المؤمنين منذ أن ظهر دم المسيح قلوبنا انسكب روح الصلاة في قلوبنا ونعرف يقيناً أن أبانا السماوي يصغي إلى كلمات أولاده بدقة، ولا يهمل إحدى كلماتهم. ويستجيب لنا في كل حين، إن انسجمنا مع إرادته الصالحة ولنا صلة مباشرة مع الله.
فنشكره لهذا الامتياز بكل حياتنا ونصلي أن تنكشف لك هذه الحقيقة وتتجلى أمامك لتختبر معنا حلاوة الخلاص وحلاوة الإيمان وحلاوة الشكر والحمد.