في زمن السقوط والإفتقاد يبقى لنا مأوى
في زمن التهاوي والإنزلاق
في زمن ثورات الجنون والحقد والسفاهة
في زمن قلَّ فيه الدين وشُرِعَت الأهواء
كم نحن بحاجة للعودة الى الينابيع ... ... ... ... ...
.....................................................................
بقلم مطران وملاك بلاد جبيل والبترون ومايليهما ( جبل لبنان)
+ جاورجيوس خضر +
كاهنك
العلاقات العملية في الكنيسة، مهما كانت صعوباتها، تبدأ من موقف لاهوتي لئلا تكون انفعالاً. فبين المواضيع التي يتكلم فيها العهد الجديد عن الكهنة ما قاله بولس لكهنة افسس في طريقه إلى أورشليم: " تنبهوا لانفسكم ولجميع القطيع الذي جعلكم الروح القدس حراساً له لتسهروا على كنيسة الله التي اكتسبها بدمه" (أعمال الرسل 28:20 ) .
فالله جعل كاهنك مسؤولاً عنك باعتبارك خروفاً من خراف المسيح وقد فوضه الرب أن يبذل نفسه في سبيل القطيع، أي تعامل لا ينطلق من هذا فيه شيء من الفساد أو الخلل. فإذا تصرفت كأنك رئيس عليه أو ولي أمره تكون الأدوار قد انقلبت. ولهذا يصر الرسول أن "أطيعوا رؤساءكم واخضعوا لهم لأنهم يسهرون على نفوسكم" (عبرانيين 17:13 ). فالطاعة لمن له الطاعة ولا يغير في هذا أن الأمر شورى بيننا.
قد يكون هناك وجهاء في الطائفة على صعيد الدنيا ومنهم وجهاء فهم وحكمة. غير أن الوجيه الكبير حقاً متواضع ويتعامل كنسياً مع الكاهن أي ابناً له يلتمس الدعاء. ويتعامل المؤمنون مع الكاهن القائم ومع ضعفاته. والكاهن الأفضل لم يأت بعد وقد لا يظهر. والمؤمنون ملازمون كنيستهم لأنهم فيها يخلصون وفيها يغتذون من كلمة الله وجسد الرب. المقاطعة أو الحرد أو الزعل مواقف سلبية نحلها دائماً فيما بيننا والمرجعية الأخيرة الأسقف. هذه هي هيكلية الكنيسة الأرثوذكسية. والأسقف يوجه ويتخذ مواقفه بدءاً من المحبة. يقول نعم أو لا بعد تمحيص وتحليل وبعد إصغائه إلى الأطراف المعنية ورجوعه أخيرا إلى ضميره والمعرفة.
ولك أن تشكو الكاهن إلى الأسقف وان تتسلح لذلك بأدلة ثابتة ولكن قبل ذلك عليك أن تلوم كاهنك على خطأ ارتكبه وذلك بلهجة متواضعة جداً لا غضب فيها. تلومه على انفراد ولا تتناوله بالنقد في المجالس . النميمة سقطة كبيرة. أحبب كاهنك فالمحبة لطف وصراحة بآن. ألست ترى انك أن أحببته تنقله من فتوره إلى حرارة ومن إهمال إلى رعاية؟
أبوته تقوى إن أظهرت له بنوة. تستثار الأبوة من جديد عند مهمليها. فإذا مارس سلطان الأبوة الرحيمة تخضع له لعلمك انه يسعى إلي خلاصك ويعرف بصورة عادية انه يميز بين ما هو قانوني وغير قانوني، بين ما ينفعك وما لا ينفعك. فقد دخلت عادات إلينا وهي ليست من تقاليدنا ويكون الكاهن عارفاً بسوئها وأنت غير عارف.
إذا أحببت كاهنك فلا تقف له بالمرصاد لتمسكه بكلمة. أن كنت أدنى إلى الغفران فهو أدنى إلى احتضانك . نحن قلوب مؤمنة . خارج هذا ليس من حياة مشتركة. في بركات حب الهي كهذا أنت مصلوب على بنوتك والكاهن على أبوته وكلاكما في مسيرة الإنجيل .