الضمير النقي .
عندما نخطئ يجب أن نطهر ضمائرنا حتى تتجدد علاقتنا بالله.
وعلى المؤمن أن يكشف خبايا قلبه لله معترفاً بخطاياه، كما قال الرسول يوحنا :
إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (١ يوحنا ١: ٩)
وهناك صلاة أرفعها لله عندما أحسُّ بضعفي وخطاياي فأعترف بكل خطية أمام عرش النعمة، وأقول :
ربي وإلهي، لقد أخطأتُ إليك من جديد، وإني حزين جداً لذلك، وأنا أدين نفسي، ولكن رحمتك أعظم من خطاياي.
بالدم الكريم استُر ذنوبي، واجعلني بالإيمان أن أحتمي بكفارتك العظيمة التي احتمَلْتَ آلامها لأجلي .
ويجب أن يكون اعترافنا بخطايانا بالتفصيل لا بالإجمال، فإننا لم نرتكب خطايانا بالجملة.
واعترافنا بالجملة (بكل خطايانا) يجعلنا نهرب من الانكسار أمام الله، ويحفظ لقلوبنا كبرياءها.
وهذا لا يطهر القلب من كل الخطايا.
فعندما يذكّرك الروح القدس بخطاء ما، عليك أن تسمّي خطيتك باسمها وبوضوح.
لا تقُل هذه كذبة بيضاء، بل قُل هذا كذب.
لا تقل هذه أحلام يقظة، بل قل هذه أفكار نجسة.
لا تقل هي كلمة قلتُها بتسرُّع، بل قل قتلت سمعة إنسان.
وعندما تجيء معترفاً في حضرة الرب، فلا تلتمس لنفسك المعاذير، لكن بكل تواضع وانسحاق اذكر خطيتك، فيستجيب الله صلاة اعترافك برحمته العظيمة، وهذه هي نعمة الله المتفاضلة.
لقد جاء داود بعد ارتكابه الخطأ لاجئاً للرب (
حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفتِكَ» (مز ٥١: ١)
وكان داود أميناً في اعترافه صادقاً في توبته.
وعندما تتوب صادقاً تعلن أنك سرت في طريقك وليس في طريق الرب، وتعلن أنك ترجع إلى طريق الرب. وعندما تعترف للرب تفصيلاً ستفرح بمراحم الرب المتدفّقة عليك بالجملة، فيتطهَّر ضميرك وستعيد علاقتك بالإله القدوس، فتجد لديك الشجاعة لتتقدم مصلياً إلى عرش النعمة .
فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِٱلدُّخُولِ إِلَى «ٱلأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِيِ ٱلإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ» (عبرانيين ١٠: ١٩ و٢٢)
وهذا الدخول للأقداس ينبع من ضمير طاهر وقلب مكشوفٍ لله، نتيجة الإيمان اليقيني الذي يقدر أن يتمتع بعلاقة فرح عميق بالله.
وعندما تعرف أن قلبك طاهر، تفارقك ذكريات خطاياك الماضية التي كانت تذلّك وتعكر صفاء ضميرك.
وسيهاجمك إبليس ويكيل لك الاتهامات.
فجاوِبه بالإجابات التي جاوبك الله بها عندما غفر لك.
قل له إن دم المسيح يطهّر من كل خطية.
وقد أدرك القديسون المذكورون في سفر الرؤيا قوة دم المسيح عندما هاجمهم إبليس بذكر خطاياهم الماضية التي غفرها الله لهم، فقيل عنهم :
وَهُمْ غَلَبُوهُ (غلبوا الشيطان المشتكي على الإخوة) بِدَمِ ٱلْحَمَل وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ...» (رؤيا ١٢: ١١)
فقد تمتعوا بالضمير الطاهر، كما تعلّموا سر الحصول على ضمير لا يضطرب.