النفس المتكبرة لا يمكن أن تحظى بالفرح الحي بالله
يحدّثنا الكتاب المقدس عن كثيرين من الأتقياء الذين عبّروا عن احترامهم وخضوعهم لله بالركوع والسجود أمامه، ولو أن كثيرين يركعون ويسجدون ظاهرياً دون أن تملك خشية الله قلوبهم.
ولكن ركوعنا سيساعدنا كثيراً ونحن نجئ إلى إلهنا وخالقنا السرمدي.
عندما اقترب المسيح من ساعات الصلب الرهيبة في بستان جثسيماني، رأى تلاميذه نياماً، فابتعد عنهم خطوات : وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى» (لوقا ٢٢: ٤١)
هكذا يجب أن نفصل أنفسنا عن أصحابنا وعائلاتنا لننفرد بالله، ونجثو على ركبنا للتعبير عن ايماننا له.
عندما أشرفت خدمة الرسول بولس على نهايتها، أراد أن يودّع قادة الكنيسة التي كان قد أسّسها في أفسس، وهناك : جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مَعَ جَمِيعِهِمْ وَصَلَّى» (أعمال ٢٠: ٣٦)
ومرة أخرى، على شاطئ نهرٍ، ودّع تلاميذ الرب مع نسائهم وأولادهم، : فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى ٱلشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا» (أعمال ٢١: ٥)
ولم يجد الرسول بولس ولا التلاميذ ولا النساء والأطفال حرجاً من السجود على الشاطئ للصلاة أمام النظارة الذين لا يعرفون معنى الإيمان الجديد الذي اعتنقه التلاميذ وعائلاتهم. وهذا ما يجب أن نفعله نحن، فنصلي بغير خجل، سواء كنا في اجتماع صلاة عاماً أو كنا وحدنا.
ولا يجب أن ننسى أن الأهمية ليست في وضع الصلاة (وقوفاً أو ركوعاً) بل في موقفنا الخاضع لله المستسلم له، والكتاب يعلّمنا :
يُقَاوِمُ ٱللّٰهُ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمةً. فَٱخْضَعُوا لِلّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ» (يعقوب ٤: ٦-٨).
وقد يعجز بعض الناس عن الركوع فترات طويلة لأسباب صحية وكم نشكر إلهنا لأنه يعرف حالتنا الجسدية والروحية، وهو ينظر إلى القلب قبل أن ينظر للجسد.
غير أن الركوع يساعدنا كثيراً على التركيز وصفاء الذهن، عالمين أن الصلاة امتياز عظيم لأننا فيها نخاطب الخالق على أنه صديق محبٌّ لنا .
وهذا يوجّهنا أكثر إلى طاعة الأمر :
ٱتَّضِعُوا قُدَّامَ ٱلرَّبِّ فَيَرْفَعَكُمْ» (يعقوب ٤: ١٠)