الأخ المتذمّر

زائر

الأخ المتذمّر

_أيها الشيخ, إنني لا أستطيع التعامل مع ذلك الأخ... إنه متذمّر

_يا بُنَيَّ, إنك أنانيّ. أتعرف ذلك؟ هذا سبب كل معاناتك

_أعرف ذلك, أيها الشيخ, وإني أعاني من هذا الأمر منذ صغري.

صلِّ لي كي يمنح الرب تواضعاً لقلبي

_عندما يملك القلبُ التواضعَ المقدَّس, يرى كلَّ شيء حسناً,

ويحيا منذ الآن في كنيسة الله الأرضية غير المخلوقة

التواضع, ليس هو ما نتحدث عنه بالكلام, ولا هو ما نظنُّ أننا نقتنيه.

التواضع المقدَّس, هو عطيَّة الله للنفس,

يَهَبه الله لها عندما يجد فيها استعداداً نقيّاً, فيتطلَّع إليها بابتهاج,

ويجتذبها نحوه

ولهذا, لا تقل إن فلان متذمّر, فلان غيور وحسود, فلان غضوب, الخ...

لا تقل:"إنني لا أستطيع العمل معه , لا أتعامل معه نهائياً".

هذا ليس طريقة, هذا ليس شيئاً أورثوذكسياً ولا مسيحياً.

وبهذه الطريقة, أنت لا تسلك نهائياً في محبة الله,

ولكنك تفصل نفسك عن نعمة الله, لأنك فصلتها عن إخوتك

بالعكس, يجب أن تتغاضى عن ضعفاتهم بدون أن تُقلّدها,

وبذلك تصير واحداً معهم في العمل, مهما أرادوا وكلَّ ما أرادوا. هكذا يريدون؟

ليكن. بشكل مخالف يريدون؟ ليكن...

بهذه الطريقة, نهدم الأسوار التي تفصلنا عن الأخوة, ونرتبط بالمسيح

بقدر ما ترتبط يومياً مع إخوتك, بقدر ما تدخل سرّياً بمحبة المسيح.

من كتاب: الشعلة الإلهية التي اضطرمت في قلبي

لقديسنا الجديد بورفيريوس الرائي

الأخ المتذمّر 998060_389990364468509_1153870779_n