أيها الاخوة الأحباء أسعد اللــه مسائكم ببركة رب المجد يسوع المسيح المخلص ..
أحبائي تدور أسئلة كثيرة عن ما هو الفرق بين الأيقونة والصورة العادية الفوتوغرافية أو المرسومة ..أو
الأيقونة صورة لكنها مختلفة عن سواها من الصور بموضوعها والغاية منها وبطريقة رسمها . تمثل الأيقونة موضوعا لاهوتياً روحياً . تنقله إلى المؤمن دون سواه . وتنقل معه بركة خاصة . الأيقونة مسرح بين اللـه والأنسان .هي مكان انسجام بين ما هو بشري وما هو إلهي . إنها تفاعل ونتاج بين مؤمن ينظر إلى نافذة سماوية أمامه فيرى ما لا يراه الأنسان العادي . وبين اللـه الذي يخاطب هذا المؤمن عبر الأيقونة ..من هنا نرى فرقاً بين الأيقونة واللوحة الفنية ..
موضوع اللوحة الفنية أو التمثال مستوحى من الحياة البشرية أو الفكر البشري . أما الأيقونة فترسم شيئاً غير طبيعي وغير معقول بالمقاييس البشرية . لأنها تقدم للمؤمن موضوعاً يتعالى عن الأرض وساكنيها وعن أفكارهم وأهوائهم ..
بما أن الأيقونة لوحة دينية . لهذا فرسامها يجب أن يكون مؤمناً بتعاليم الكنيسة . يصوم ويصلي ويلتزم في حياته . أما رسام أي لوحة فنية فقد يكون انساناً عادياً . أو سكيراً . أو غريب الأطوار . أو مهووساً . أو مبدعاً . ملحداً أو كافراً .كل هذا لا يؤثر على عمله الفني . بينما يمزج رسام الأيقونة عمله بالصلاة والصوم مستلهماً نعمة الروح القدس لكي ترشده وتبارك عمله ..ويحافظ في الوقت نفسه على شروط رسم الأيقونة من الناحية الاهوتية والفنية ..
استعمال الأيقونة يختلف عن استعمال اللوحة الفنية . فاللوحة الفنية هي عمل يعلقه المرء لأنه يراه جميلاً أو ممتعاً أو لأنه يجمِّل مكان وجوده ..
أما الأيقونة فلوحة فنية دينية . إنها لوحة للصلاة والعبادة والتأمل والمناجاة . لا نستعمل الأيقونة كلوحة فنية .هذا ينقص من الأكرام الواجب لها . إنها مكان لقاء كما ذكرنا ومكان صلاة وتأمل .ونبع بركة ونعم إلهية .لهذا نسمع كثيراً عن الأيقونات العجائبية التي تفيض بالأشفية والمواهب والبركة لجميع المؤمنين كما تشاء الإرادة الإلهية . لهذا للأيقونة حقٌ علينا من حيث احترامها وطريقة استعمالها وتكريمها وتبخيرها .
أما التمثال فهو أيضاً مصنوع للمنظر وليس للعبادة فصانع التمثال ممكن أن يصنع تماثيل عدة منها تماثيل نجاسة . أو تماثيل للسخرية . أو تماثيل شيطانية . وصانع التماثيل أيضا ربما يكون سكيراً . أو زانياً . أو مهووساً .وكل هذه الصناعات هي ليست دينية وبدون صوم وصلاة .إنما تجارية من أجل المكاسب المالية ... وهكذا أيضا صور الفوتوغرافية .نفس المصور ونفس آلة التصوير يمكن أن يصور بها أشياء نجسة أو شيطانية وخلاعة غير لائقة .وكل ما يخرج منها اشياء ترى من هذا العالم الفاني ...
أبونا صموئيل زايد