السؤال : هل حقاً ما زلنا نسمع إلى يسوع ؟
للتأمل : لوقا ١٠: ٣٨ - ٤٢
كانت خدمة يسوع مستطابة في يدي مرثا ومريم. وأرادت كل منهما أن تمجد الرب بعملها.
وفي مناسبة ما عملت مرثا ضيافة للرب فيها ما هو جدير أن ينال إعجابه .
وبالفعل فإن المعلم لم يحاول التقليل من المجهود الذي بذلته في خدمته، لأنه رأى أن الإخلاص كان رائدها ولا مراء في أنه له المجد لم يقصد بعتابه أن يغمز من أتعابها.
وإنما أراد أن يفهمها أن الاستماع إلى كلام الله أهم من العمل والدرس والربح.
أجل إن الإصغاء إلى يسوع خير ما يمكننا أن نفعله، لأنه ينظم خدمتنا حسب مشيئته .
من المعلوم أن يسوع جعل همه الأول أن يخدمنا قبل أن نخدمه ولكننا لسبب ضعفنا والاضطرابات المحيطة بنا نتعثر في فهم هذه الحقيقة ونتردد في قبول خدمته لنا.
ولذلك كانت رغبته شديدة أن نصغي إلى كلامه بشوق، لأننا في الإصغاء إلى كلامه المجدي نعلم كيف نخدمه.
وهذه هي إرادته أن نسمع أولاً ثم نخدم ثانياً.
حينئذ تتم فينا الكلمة الرسولية :
إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ» (١بطرس ٤: ١١).
ما أحوج المسيحية في أيامنا إلى تفهم هذا المثل فإن خدمة المسيح أمر عظيم في ذاته. لكن المسيح قدّم الاستماع على الخدمة، لأن الاستماع يمهد لقبول يسوع في القلب واختياره نصيباً صالحاً، لا يمكن للخدمة أن تثمر بدونه.
وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ» (لوقا ١٠: ٤٢).